الموافقة على التعديل الجيني على البشر
كتب: أحمد حسين
اقترب العلماء خطوة واحدة من استخدام التعديل الجيني (CRISPR) على البشر، مع موافقة لجنة استشارية اتحادية أمريكية على استخدام التقنية لدراسة أجرتها جامعة بنسلفانيا.
يسعى العلماء لاستخدام تقنية (CRISPR-Cas9) لإنشاء الخلايا المعدّلة وراثيًا خلايا T (خلايا الدم البيضاء)، التي تلعب دورًا هامًا في نظام المناعة لدينا، والتي تعد أكثر فعالية في محاربة الخلايا السرطانية في المرضى الذين يعانون من سرطان الجلد، وغيره من الأمراض.
قال رئيس اللجنة الاستشارية القادمة من المعهد الوطني للصحة (NIH)، ورئيس الفريق البحثي الدكتور ”كارل جون“، أن البيانات الأولى تشير إلى أن الفريق البحثي يستطيع تحسين كفاءة الخلايا T من خلال استخدامهم لتقنية التعديل الجيني (CRISPR).
في المرحلة الأولى من التجربة المقترح لمدة عامين، سيستخدم جون وزملائه الباحثين عملية تسمى (CAR T-cell treatment) على 18 مريض. سيستخرج/سيستأصل الفريق خلايا T من المرضى، وبعد ذلك يتم تعديلها بطريقة (CRISPR)، التي تمكن العلماء بفاعلية من قطع ونسخ ولصق أجزاء مختارة من الحمض النووي، وبعد ذلك يُعاد حقنها إلى المرضى، حيث ستكون قادرة على استهداف وتدمير الخلايا السرطانية.
قال علماء من الفريق البحثي أن هدفهم هو تطوير نوع جديد من العلاج المناعي باستخدام تكنولوجيا الجينات المُعدّلة التي من شأنها تمكين الخلايا المناعية لتكون أكثر فعالية، والبقاء على قيد الحياة لفترة أطول، وبالتالي تقتل الخلايا السرطانية بشكل أكثر فعالية.
وافق مجلس المعهد الوطني للصحة، والذي من مهامه التركيز على سلامة العلاج وأخلاق استخدامه، على استخدام (CRISPR) لهذه الدراسة بالإجماع، مع امتناع عضو واحد عن التصويت. وفي حالة أن أكمل العلماء هذه الأبحاث، فسيتم تمويلها من قبل معهد باركر لسرطان الخلايا الجذعية، الذي أسسه هذا العام ملياردير عالم الانترنت والمؤسس المشارك ”شون باركر“.
قال ”مايكل اتكينز“، دكتور بجامعة جورج تاون، وأحد أعضاء مجلس المعهد الوطني للصحة، أن هذه التجارب نهجٌ جديد مهم، آملين أن يشكل الأساس لأنواع جديدة من العلاج. ورغم أن أن التقنية تبدو واعدة، إلا أن الباحثون أقرّوا أنها لا تزال في بدايتها وأنها لا تزال تجربة غير مضمونة للتطبيق بشكل صحيح.
أيضًا هناك بعض المخاوف التي تخص الآثار الأخلاقية المترتبة على إعطاء الضوء الأخضر لاستخدام التعديل الجيني على البشر، والذي يخشى البعض أن يؤدي إلى التلاعب بالجينات وإنتاج الأطفال المصممين وراثيًا مثلًا.
قال ”بيت شانكس“، باحث استشاري للمركز الأمريكي لعلم الوراثة والمجتمع، أن التعديل الجيني للأطفال تتم اعتباره مؤخرًا من ضمن الخيال العلمي، لكن الآن، مع التكنولوجيا الجديدة، يمكن للخيال أن يصبح حقيقة واقعة، وأنه وبمجرد أن تبدأ هذه العملية، لن تكون هناك عودة إلى الوراء. لذلك يجب أن يكون هناك خطًا فاصلًا بين الاستخدامين لا يمكن عبوره.
على أي حال، فإن الباحثين الآن بحاجة إلى تأمين الموافقات من المنظمات الأخرى قبل أن يباشروا في الدراسة، بما في ذلك إدارة الغذاء والدواء الامريكية (FDA)، والمراكز الطبية حيث سيتم إجراء التجارب.
المصادر: