.
النشرة

العلماء أعادوا اكتشاف دواء فعّال ضد اثنين من الفيروسات التي تصيب البشر

كتب: أحمد حسين

تاريخنا الطويل من الابتكار العلمي مليء بالاكتشافات السارّة، ولدينا الآن اكتشاف آخر يضاف إلى القائمة: الدواء الذي سبق وأن تخلى عنه العلماء بسبب فائدته المحدودة، تبين الآن أن هذا الدواء يمكنه محاربة اثنين من الفيروسات التي تصيب البشر.

نفض التراب عن هذا الدواء، والمعروفة باسم (GSK983)،  الصيدلي تشيتان خوسلا من جامعة ستانفورد، الذي أظهر/أوضح أنه كان فعالًا في مساعدة الخلايا البشرية على محاربة حمى الضنك وفيروس التهاب الدماغ الخيلي الفنزويلي، وهذه الفيروسات من شأنها _عادةً_ قتل الخلايا.

باستخدام عملية الفرز لتحديد البروتينات التي ينتجها (GSK983)، وجد خوسلا وفريقه أن (GSK983) كان قادرًا على منع الفيروسات من التكاثر عن طريق منع إنتاج الحمض النووي الريبي (RNA).

على الرغم من فاعليته في مكافحة هذه الفيروسات، لكن لديه مشكلة وحيدة، والتي ظهرت في الاختبارات الأولية للدواء، وهي أنه تم حجب إنتاج الحمض النووي في الخلايا البشرية أيضًا، بمعنى أن الدواء قتل الخلايا في نهاية المطاف في نفس الوقت الذي قتل فيه الفيروس.

تمكن الباحثون من الالتفاف حول هذا الأمر، عن طريق إضافة مكونات مختلفة قليلًا إلى المزيج الخلوي، حيث تمكن جيل من الحمض النووي الخلوي من الحفاظ على نفسه، في نفس وقت كبح جماح الحمض النووي الريبي. أفاد الباحثون أن هذا يمكن أن يجعله في النهاية دواءًا آمنًا للحيوانات والبشر.

الاكتشاف الحديث لـ(GSK983) يعتبر جزء من محاولة أوسع من قبل مركز ستانفورد لاتخاذ نهج مختلف لمكافحة الفيروسات، مثل أن يركز على تعزيز قدرة جسم الإنسان على المقاومة، بدلًا من مهاجمة الفيروسات مباشرة. وكان هذا النهج  _الذي يأمل الباحثون أن تؤدي إلى علاجات لحالات تفشي الفيروسات الشائعة مثل الايبولا_ والتي ستؤدي بهم إلى صنع عقار جديد.

في حين أن الفريق حقق حتى الآن نجاحًا محدودًا، فقط في طبق المختبر وفقط على بعض الفيروسات، لكن حاليًا تستخدم بعض الفيروسات الحمض النووي الريبي RNA بدلًا من الحمض النووي كمادة وراثية، وهي الفيروسات التي تنتشر بسرعة ويصعب صنع لقاحًا/مصلًا لها كالايبولا أو زيكا، وهذا يعني أن (GSK983) يمكن أن يكون في نهاية المطاف مفيدًا جدًا.

يعمل فريق ستانفورد حاليًا على كيفية تطوير الدواء الذي يمنع الفيروسات من اتخاذ الحمض النووي الريبي كمادة وراثية. يمكن أن يكون هذا بداية لنهج مختلف جدًا لمكافحة مجموعة من أكثر الفيروسات شرًا في العالم والتي غالبًا تؤدي إلى انتشار أمراض معدية بين عدد كبير من البشر.


المصادر

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى