.
النشرة

الشعاب المرجانية قد تواجه تغير المناخ

كتبت : مها طه

عاد فريق من الباحثين الأستراليين فى جامعة التكنولوجيا في سيدني للتو من ”نيو كاليدونيا“ حيث كان باستطاعتهم دراسة ”الحاجز المرجانى العظيم“ والذي توقع الباحثون من قبل أن تغيُر المناخ سوف يُدمره فى نهاية المطاف، لكن اكتشف الباحثون الأستراليون وجود شعاب مرجانية تختبئ داخل الحاجز المرجانى العظيم، والتى لا تبقي فقط على قيد الحياة خلال ظروف من الحمضية العالية ودرجات الحرارة المرتفعة، ولكنها تزدهر أيضا فى ظل ظروف التغير المناخي.

قام الباحثون بدراسة هذه الشعاب المرجانية لتحديد السبب وراء تحملها للظروف الصعبة، وما إذا كان يمكن أن تساعد فى إنقاذ الشعاب الأخرى فى جميع أنحاء العالم. قال ”ديفيد ساجيت“، أحد الباحثين، أن الشعاب المرجانية ازدهرت فى ظروف حمضية إلى حدٍ ما ودرجات حرارة مرتفعة، ولكنها ليست كبيرة وغالبًا لا يتم ملاحظتها.

وأضاف أنهم يريدون أن يفهموا كيف تتكيف الشعاب المرجانية و تنمو فى البيئات القاسية التي قد تمثل المستقبل بالنسبة للعديد من الشعاب المرجانية فى جميع أنحاء العالم. تم اختيار ”نيو كاليدونيا“، حيث أن الشعاب المرجانية هناك تُعتبر نسخة مُصغرة من الحاجز المرجانى العظيم، وبها تنوع أيضًا.

قال ”ريكاردو رودولفو- ميتالبا“، الباحث فى نيو كاليدونيا، أنه على الرغم من حقيقة أن من بين أنواع الشعاب المرجانية الـ800 المعروفة فى العالم أكثر من 401 نوع اكتُشفت فى نيو كاليدونيا، ولكن الباحثين بدأوا للتو فى اكتشاف حقيقة تنوع ووفرة الشعاب المرجانية هناك، وأنها قادرة على التكيف مع تغيرات البيئة التي يصنعها الإنسان ومنها تغير المناخ.

يُعتبر تغير المناخ مشكلة خطيرة بالنسبة لأنواع كثيرة من الشعاب المرجانية، فمع ارتفاع درجات حرارة المحيطات يمكن للشعاب المرجانية التخلص من الطحالب التي تعيش تكافليًا داخل أنسجتها مما سيؤدي لنقض المواد الغذائية التي تحتاج إليها الشعاب المرجانية ويتحول لونها إلى الأبيض، هذا بالإضافة لأن تغير المناخ يأتى نتيجة لزيادة نسب ثانى أكسيد الكربون فى الغلاف الجوي مما يؤدى لزيادة نسبة حامضية المحيطات، والتي تمنع الشعاب المرجانية من التكلس (ترسيب الكالسيوم الذى يُمثل الدعامة لها).

تعيش هذه الشعاب المرجانية فى درجات حرارة تصل لـ33 درجة مئوية، قد تمثل البداية لتحديد ما إذا كانت بعض الشعب المرجانية سوف تتكيف مع تغير المناخ و تبقى على قيد الحياة، وقالت ”إيما كامب“ إحدى أعضاء فريق البحث، أن الأبحاث العالمية تتوقع مستقبل صعب للشعاب المرجانية، وتعتبر معرفة البيئات التى يمكن نقل الشعاب المرجاينة إليها حتى تستطيع النمو والازدهار خطوة مهمة جدًا.

على الرغم من أن فريق البحث توصل إلى هذه المعلومات الرائعة، فمازال هناك الكثير من المعلومات التي لا تزال بحاجة للكشف عنها، وقال ”ساجيت“ أنهم بحاجة لمعرفة ما إذا كانت هذه الأنواع من الشعاب المرجانية تمثل مجتمعًا منعزلًا بصفات وراثية مميزة تطورت على مدى مئات السنين، أم أنها تُمثل إمدادات من الشعب المرجانية القادمة باستمرار من الشعاب المرجانية الرئيسية، وفىي هذه الحالة فهى تُعتبر مرنة للغاية من الناحية الفسيولوجية.


المصادر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى