الجرف الجليدي بغرب القطب الجنوبي يتفكك من الداخل
كتب: أحمد حسين
في العام الماضي، تشققت قطعة ضخمة جدًا من الجرف الجليدي الخاص بالجزيرة الجليدية الصنوبرية، وكانت مسافة هذا الشق الضخم حوالي 583 كيلومتر مربع. قسّم الشق الجرف الجليدي إلى نصفين، إحداهما في طريقة للمحيط لرفع منسوب مياه البحار في جميع أنحاء العالم.
الآن، ظهرت أدلة جديدة من الصور التي صورها القمر الصناعي، تدل على أن ما تسبب في هذا الشرخ كان تمزقًا صغيرًا نسبيًا بالنسبة للجرف الجليدي، حيث كانت مسافة هذا التمزق 32 كيلومترًا فقط، لكن الشق لم يكن سطحيًا، بل حدث من الداخل، والأسوء من ذلك أن هناك تمزقًا آخر يتكوّن حاليًا ومنذ شهور، في منتصف الجزيرة الجليدية أيضًا، مما يُنبئ بحدث سيء ومقلق.
ويواجه الباحثون حاليًا مشكلة مع التوقعات، إذ وقع على عاتقهم توقع إلى أي مدى يمكن أن يصل هذا التمزج ويتحوّل لشرخ ضخم، ومن المفترض توقعهم أيضًا لكيفية تأثير هذا الشرخ على مستوى البحار في العالم في المستقبل، وهو أمر حاسم لأن ما يقرب من نصف سكان العالم يعيشون بالفعل بالقرب من السواحل.
قال الباحث بجامعة أوهايو ”إيان هوات“، أن السؤال لم يعد ما إذا كان المسطح أو الجرف الجليدي في غرب القطب الجنوبي سيذوب أم لا، السؤال حاليًا هو متى يذوب بالتحديد؟ فالذوبان أصبح أمرًا واقعًا. أضاف هوات أن هذا النوع من التصدّعات والتمزقات يعطي البشر الفرصة للتفكير في الانسحاب السريع قبل الكوراث أو محاول تلافي حدوثها، بالإضافة إلى أننا من المحتمل أن نرى انهيار غرب القطب الجنوبي في حياتنا.
كيف يتشكل هذا التمزق من الداخل؟ الأمر بسيط، مياه المحيطات الدافئة تتسرّب داخل الجرف الجليدي من التشققات الصغيرة الموجودة فيه، وتبدأ في تدفئة الجليد مما يؤدي إلى ذوبانه. بمرور الزمن، تتوسّع هذه التشققات شيئًا فشيء، حتى تصل إلى السطح، فتبدأ في التوسّع طوليًا على سطح الجرف الجليدي.
مشكلة الفريق البحثي حاليًا تكمن في تعدد احتمالات دخول مياه المحيط الدافئة من أكثر من جهة. قال هوات أنه إذا كثرت مواقع الضعف داخل الجرف الجليدي _والتي تكون عرضه للتصدّع بسهولة_، فمن المحتمل أن نرى انهيار القطب الجنوبي تمامًا.
المصادر: sciencealert phys