تسجيل أول حالة مصابة بـ”زيكا“ باللمس
كتبت: يارا كمال
بيّنت حالة إصابة بفيروس ”زيكا“ غريبة وغامضة أنه مازال أمامنا الكثير لنعلمه بشأن هذا الفيروس، وترجّح أن الفيروس يستطيع الانتشار باللمس.
في وقت سابق من هذا العام، أربكت حالة أُصيبت بفيروس ”زيكا“ ولكن ليس بأيٍ من طرق نقل الفيروس المعتادة، السلطات الصحية بولاية ”يوتا“.
كان العلماء يعتقدون أن الفيروس ينتقل عن طريق لدغات البعوض الزاعج المصري الحامل للمرض والسائل المنوي، كما ينتقل من الأمهات الحوامل لأجنتهم.
ولكن الدراسة الجديدة، التي يقودها باحثون من جامعة ”يوتا“، فحصت تلك الحالة وتوصلت إلى أنه يبدو أن فيروس ”زيكا“، على الأقل في تلك الحالة الغريبة للغاية، يمكنه أن ينتقل بمجرد اللمس.
ليس ذلك فقط، ولكن الفيروس قد يكون أكثر فتكًا مما كنّا نظن، لأن المريض في هذا السيناريو كبير السن، ولكنه كان سليمًا عندما انتقل له المرض، ولكنه توفي بعد فترة قصيرة من دخول المستشفى.
وبالرغم من أن فيروس ”زيكا“ معروف بأنه قتل بالغين من قبل، وإن كانت حالات نادرة للغاية، وعادةً مثل هذه الوفيات كانت لأشخاص يعانون من أجهزة مناعية ضعيفة، على عكس الحالة هنا.
قال ”سانكر سواميناثان“، اختصاصي في الأمراض المعدية، إن هذه الحالة النادرة تساعدهم على فهم الطيف الكامل للمرض والاحتياطات التي قد يحتاجوها لتجنب انتقال الفيروس من شخص لآخر في حالات محددة.
وأضاف أن هذا النوع من المعلومات قد يساعدهم في تطوير علاجات لفيروس ”زيكا“ الذي يستمر في الانتشار عبر العالم وفي الولايات المتحدة الأمريكية.
بدأت ظروف الحالة عندما زار رجل يبلغ من العمر 73 سنة ويسكن سالت ليك سيتي، المكسيك في مايو العام الماضي. أثناء رحلته، لدغه البعوض أو على الأرجح هذا هو تفسير إصابته بفيروس ”زيكا“.
عند عودته من رحلته، ذهب إلى المستشفى وهو يعاني من الالتهاب والعيون الدامعة وضربات القلب السريعة.
ومع تدهور حالته، زاره في المستشفى ابنه الذي يبلغ من العمر 38 سنة، وساعده في ضبط وضعه في السرير ومسح دموعه.
مات الأب في المستشفى فيما بعد، وأكدت اختبارات أُجريت بعد وفاته أنه كان مصاب بالفيروس. ولكن بعد أسبوع من وفاته، لاحظ ”سواميناثان“ أن الابن أصبح يعاني من عيون دامعة، وهو عرض شائع عند الإصابة بالفيروس، وأكّدت الاختبارات أنه أُصيب بالفيروس أيضًا.
ما أربك الباحثين هو أن الابن (على عكس أبيه) لم يسافر إلى أي منطقة ظهر بها الفيروس، ولم يمارس الجنس مع شخص مصاب بالفيروس أو شخص سافر إلى منطقة ظهر بها الفيروس. كما أن ولاية “يوتا” لا يوجد بها البعوض الزاعج المصري.
إذن كيف أصيب بالفيروس؟
في هذه الظروف، استنتج الباحثون أن مستويات العدوى من الفيروس قد تكون موجودة في دموع أو عرق الأب، واللذان لمسهما الابن بدون قفازات.
على الرغم من أن هذه الطريقة المفترضة لانتقال الفيروس لم تصِب أي حالات من قبل بالمرض، قد يكون الفيروس استطاع الانتقال بسبب الشذوذ الغريب في هذه الحالة، وهو التركيز العالي بصورة ملحوظة للفيروس في دم الأب، فهو بلغ 200 مليون جزيء في كل ملليمتر.
قال ”سواميناثان“ إنه لا يستطيع تصديق ذلك، فإن الحمل الفيروسي يبلغ 100 ألف ضعف أكثر من الحالات التي أُبلغ عنها في حالات الإصابة بـ”زيكا“ السابقة، كما أنه كم كبير بالنسبة لأي عدوى.
وفي ضوء هذا الحمل الفيروسي غير المعتاد، يعتقد الباحثون أنه سبب قدرة الفيروس على الفتك بالمريض (مثلما حدث للأب) وكذلك قدرته على الانتقال باللمس على غير المعتاد.
قال ”سواميناثان“ إننا قد لا نرى حالة مثل هذه بعد ذلك، ولكن ما بينته لنا هذه الحالة هو أنه مازال لدينا الكثير لنعرفه عن فيروس ”زيكا“.
المصدر: