اقتراح لقاحين جديدين لعلاج فيروس ”زيكـا“
كتبت- مها طه
من بين مئات الأخبار المفزعة والمتداولة عن فيروس ”زيكا“ في الآونة الأخيرة، تظهر أخيرًا بعض الأخبار التي تحمل بعض من الاطمئنان، حيث أعلنت شركة هندية للصناعات الدوائية عن إحرازها تقدمٍ كبيرٍ فى تطوير لقاحين لفيروس ”زيكا“، والذى أُعلِن من الحالات الطارئة فى مجال الصحة العامة عالميًا وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.
وفقًا لما ذكرته وكالة رويترز على لسان ”بهارات“، أحد أساتذة التقنية الحيوية، والذى قال أن اللقاحات كان يجرى عليها العمل لما يقرب من عام مضى، أى قبل ظهور الفيروس بهذا الشكل، وتفشيه فى الأمريكتين ومنطقة البحر الكاريبى، وأضاف أن هذا المرض وبالرغم من شهرته فى الفترة الأخيرة إلا أنه معروف للعلماء من الأربعينات، لكنه لم يكن على رأس قائمة الأولويات لإنتاج لقاح خاص به، خاصةً وأن أعراض الإصابة به تأتى فى صورة خفيفة أو قد لا تظهر أعراضه من الأساس على المصابين.
وعلى عكس المتوقع فإن ”بهارات“ كان يعمل على لقاحات لرفع المناعة ضد أمراض أخرى وهى حمى الضنك و شيكونجونيا بالإضافة للحمى الصفراء. كل هذه الأمراض الفيروسية تنقلها بعوضة الزاعجة المصرية، التى تنقل فيروس ”زيكـا“ أيضًا، وكل هذه الفيروسات ما عدا الفيروس المؤدى للإصابة بشيكونجونيا تنتمى لنفس العائلة الفيروسية (الفيروسات المصفرة).
اللقاحان اللذان يطورهما ”بهارات“ يختلفان بشكل كبير عن بعضهما من حيث طريقة التصنيع، وبالرغم من أن التفاصيل عنهما مازالت قليلة، فالأول هو لقاح يحول الميكروبات الموجودة فى المعامل لما يشبه المصانع الصغيرة، والتى تقوم بإنتاج نسخ من الـDNA الخاص بالفيروس، عن طريق الهندسة الوراثية بأخذ أجزاء من الفيروس، والتى من الممكن أن يتخذها الجهاز المناعى كحافز للقيام بالإستجابة المنااعية المطلوبة للقضاء على الفيروس.
هناك طريقة أخرى يعمل من خلالها هذا اللقاح، و هى زرع جينات من الفيروس على نواقل غير مضرة وإدخالها للجسم، فتقوم هذه الجينات بالتعبير عن نفسها داخل الجسم، وبالتالى تحدث الاستجابة. أما اللقاح الثانى فيستخدم الطريقة التى يقوم فيها الباحثون باستخدام فيروس حى ولكن بعد إيقاف نشاطه عن طريق الحرارة أو الكيماويات، والتى تجعله غير قادر على إصابة الشخص بالمرض ولكنه كفيل بتحفيز الجهاز المناعى ليقوم بالاستجابة له.
على الرغم من أنه من الجيد أن تعمل إحدى الشركات على تطوير لقاحات لهذه الفيروسات، إلا أنه يجب العلم بأن تطوير اللقاحات قد يستغرق سنوات، قال ”بهارات“ أن اللقاح الجديد جاهز لتجربته على الحيوانات فى غضون الأسبوعين القادمين، ولكن حتى لو تمت هذه التجارب بنجاح فمازالت عملية الحصول على التراخيص لتداول هذا اللقاح تعد صعبة و طويلة، ولكن يمكن القول أنه إذا أسفر اختبار هذه اللقاحات عن نتائج جيدة، فهناك احتمال أن يتم اعتماد هذه التجارب سريعًا مثلما حدث مع لقاح ”الإيبولا“ التجريبى، وهو القرار الذى تمت به مواجهة خطر تفشيه.
المصدر