.
ليه وإزاي؟

النساء ربما لا يحتاجن الدورة الشهرية!

كتبت: مها طـه

من أكتر الأحداث البيولوجية الطبيعية اللي بتحصل عند الستات بدايةً من سن المراهقة ولحد منتصف الأربعينات وأحيانًا الخمسينات من عمرها، هي الدورة الشهرية. الحدث الشهري في حياة كل ست في العالم، طبعًا الدورة الشهرية بالنسبة لكتير من الستات هي فترة للتغيُرات الهرمونية الحادة، وما يتبعها من تغيُرات فسيولوجية ومزاجية، ده غير البعض اللي بيعانوا من ألم رهيب خلال الفترة دي، ألم أحيانًا حتى المُسكنات العادية مش بتكون بالفاعلية الكافية للتعامل معاه. (اعرفوا أكتر عن أسباب آلام الدورة الشهرية الشديدة من هنا).

من ضمن أشهر المقولات اللي بتقولها البنات خصوصًا في فترات المراهقة لما يمروا بالتجربة دي، ويتوقعوا حدوثها بنفس الأعراض كل شهر، ”وليه يعني لازم تجيلنا الدورة؟“ أو ”يعني إحنا مينفعش نوقفها ونخلص؟“، وكان دايمًا الرد بإنه مينفعش، لأن ببساطة الدورة الشهرية لو تم إيقافها هتؤذي الجسم جدًا، هتتراكم فيه سموم وكلام من هذا القبيل. خبراء الصحة حاليًا بينفوا الكلام ده تمامًا، وبيقولوا إن مفيش أي مشكلة من وقف الدورة الشهرية.

إيقاف الدورة الشهرية

حبوب منع الحمل العادية اللي بتاخدها السيدات، بتحتوي على الإستروجين والبروجسيترون (هرمونات الأنوثة) بشكل صناعي، واللي بتعمل على منع الحمل من خلال وقف عملية التبويض من أساسها، وبالتالي بطانة الرحم مش هتبقى سميكة، وده اللي بيحصل في حالة التبويض والاستعداد لحدوث حمل. ممكن تعرف أكتر عن العملية كلها من هنا.

في العادي الحبوب بيتم تعاطيها لمدة 3 أسابيع فقط في الشهر، والأسبوع الرابع بيحصل فيه نقص حاد في مستويات الهرمونات طبعًا، وفي الحالة دي ده بيدفع بطانة الرحم لإنها تنزل شوية دم، بيطلق عليهم اسم ”دم الانسحاب“. الدم ده بيكون بمثابة دورة شهرية كاذبة، وعشان كده في سيدات أصلًا بيتجاوزوا الفترة دي بإنهم يستمروا في تعاطي الحبوب لمدة الأربعة أسابيع كاملة.

”جيمس سيجارس“، خبير علم الإنجاب في جامعة جونز هوبكنز، قال إن السبب الوحيد اللي يخلي السيدات يمتنعوا عن أقراص منع الحمل لمدة أسبوع في الشهر، مش لأنهم لازم تجيلهم دورة شهرية أو ما يشبهها لكن لأن الحبوب نفسها تم تصميمها بالشكل ده، لإن في أثناء اختبار حبوب منع الحمل نفسها على السيدات، هما بنفسهم قالوا إنهم يفضلوا وجود دورة شهرية، عشان يتأكدوا بنفسهم من عدم حدوث حمل.

وأضاف إنه لو السيدة نفسها مش عاوزة يكون فيه طمث خالص، ممكن بمنتهى البساطة تعمل كده، لعدم وجود أي سبب صحي وراء وجودها من الأساس، على الرغم من إن وجودها فعليًا دليل أكيد على عدم حدوث حمل.

الدورة الشهرية من تبعات تطور الثدييات

بالرغم من إن البشر ما هم إلا ثدييات متطورة في النهاية، لكن تطور الثدييات دي كان هو السبب في وجود الدورة الشهرية عند الإناث، لان إناث باقي الثدييات مش بتعاني من الدورة الشهرية، وحتى البعض اللي بتتواجد عندهم دورة فمش بتكون بجدول مواعيد مُنتظم بالشكل ده، حيث إن الأنثى الطبيعية شهريًا أو غالبًا بمعنى أدق كل 28 يوم، بتعاني من حدوث إمداد دموي كبير لبطانة الرحم وزيادة في سُمكها، استعدادًا لاستقبال جنين ممكن يتكون كنتيجة لتخصيب البويضة، وبتكون نتيجته هي النزيف الدموي ده، وتهدم البطانة دي لو محصلش حمل.

السبب الرئيسي لحدوث التهدم ده، هو النقص الحاد في مستويات الهرمونات في الفترة دي، والتنافس بين بطانة الرحم اللي دورها تستعد لاستقبال الجنين، وبين الرحم اللي بيحاول يتخلص من عبء سُمك البطانة، شهر ورا شهر.

”سوزان سعدالدين“، أستاذة علم الأحياء التطوري، قالت إن بطانة الرحم بعيدًا عن كونها المكان اللي هينغمس فيه الجنين وتنمو فيه المشيمة عشان تقدم له الغذاء والاحتضان المطلوب، فهي كمان مكان لاختبار جودة الأجنة، بمعنى تاني الجنين الأقدر والأمثل هو اللي بيقدر ينغمس في البطانة دي، عشان يكتمل نموه. وده معناه إن الجسم كمان لازم تكون عنده طريقة يقدر بيها يتخلص من الأجنة غير السليمة أو اللي بتنغمس نصف حية، عشان كده  التطور في الرئيسيات _منهم البشر والقردة العليا_ وصلهم لوجود بطانة الرحم بشكل سطحي فوق الرحم نفسه، بطانة من السهل على الجسم إزالتها/ التخلص منها بعد كل تبويض غير ناجح أو حمل غير سليم.

ولكن كالعادة فالتطور مع نتايجه الضرورية والإيجابية كمان بتبقى ليه آثار سلبية، وده اللي بتعانيه بعض السيدات في فترات الدروة الشهرية، من إنهاك وتعب وخمول وتقلصات، وأحيانًا صداع نصفي والتهابات في بطانة الرحم، ده غير مُعضلة النظافة اللي بتواجه كتير من السيدات، كونه نزيف دموي مُتصل ومُستمر لعدد من الأيام، وطبعًا عشان كل الأسباب دي كان السؤال الأزلي وتمني إيقاف كل هذا التعب ولو بشكل مؤقت.

أما بالنسبة للمخاوف من حدوث تراكم للدم في الرحم، فهي مردود عليها لإن أصلًا الأدوية بتمنع بطانة الرحم من إنها تبقى أكثر سُمكًا من الطبيعي _وقت إفراز الهرمونات بشكل طبيعي_. يمكن بكده ممكن نوصل للخلاصة في الموضوع ده، لو الستات بتواجه صعوبة في الدورة الشهرية وآلام لا يُمكن التعامل معاها أو تحمُلها، او إنها بتواجه ظرف مهم مينفعش معاه تستقبل دورتها الشهرية، فهي ممكن ببساطة تـSKIP أو تتخطى الدورة بمنتهى البساطة، وده عن طريق أي حل هرموني بسيط، لكن كمان في الحالة دي ننصح باستشارة طبيبك الخاص، للتأكد من الحل ده.

المصادر:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى