أيام الفضائيين على الأرض: والهرم ده بتاعنا كلنا!
كتب: أحمد حسين
”في اليوم السادس، من الشهر الثاني، من هذه السنة، وجد بعض الكهنة أجسامًا غريبة في الفضاء، تُطلق الأضواء إلى السماء، وصوتها يخرج من معدتها عاليًا. اقتربت هذه الأجسام من القمر، وبدأت في النزول بالقرب من الأهرامات، حيث دنت من قمتها لتدور حولها في دوائر متساوية، مصدرة نفس الصوت العالي، مُطلقة لنفس الضوء إلى السماء. لم نكن نعرف ماذا نفعل، فوقفنا صامتين، وفكرنا في بعث هذه الرسالة لك يا مولاي، لتخبرنا بما يجب أن نفعله، إذا رأينا هذه الأطباق مرة أخرى“ – من برقية متخيلة وجدت بالقرب من قبر الفرعون.
-1-
سنة 1996، صدر فيلم الكوميديا والخيال العلمي ”Mars Attacks!“، واللي بيحكي قصة بعض الفضائيين اللي جايين في سلام من المريخ لكن علشان يحتلّوا الأرض! في الوقت ده كان التصوّر إن الفضائيين دول أشياء غريبة الشكل ولونهم أخضر وبيتواصلوا مع بعض بلغة عجيبة، وعندهم تكنولوجيا أعلى بكتير من التكنولوجيا بتاعتنا، وده برضه يخلينا نسأل: إيه اللي يخلي ناس عندهم تكنولوجيا متقدمة يجوا يحتلّوا الأرض؟ وإيه اللي يخليهم دايمًا جايين يحتلّوا أمريكا _درة تاج الأسطح البريّة على الأرض_ بالذات يعني؟
المهم، الفيلم كان بيقول إن تواصلنا معاهم هو اللي خلاهم ييجوا عندنا، ماشي، ممكن برضه لكن ده عكس تمامًا اللي بيقوله فيلم (Signs) اللي صدر سنة 2002، وهو بيحكي عن قصة مزارع الذرة الشهيرة اللي ظهرت فيها بعض العلامات والدوائر، واللي الناس في الوقت ده اقتنعوا بإنها من فِعل الأطباق الطائرة، وفي الأخر طلعت لعبة من اتنين مزارعين مش أكتر. الفيلم بقى بيمشي ورا الفرضية دي، وبيقول إنهم فعلًا كانوا فضائيين، بس واضح إنهم كانوا فضائيين عندهم تخلّف ما (عكس الفضائيين بتوع الفيلم الأولاني) فماعرفوش إن الكوكب اللي هما جايين يحتلوه ده تلات أرباعة مساحات مائية وهما نقطة ضعفهم كانت المياه!
يعني اللي أقصده، إن تصوّر زيارة الفضائيين لينا ده أمر متصدق ويكاد يقترب من الحقيقة التي لا تشوبها ذرة شك بالنسبة لبعض الناس. من ضمن الحقايق اللي بتوصل في بعض اللحظات إلى هوس برضه إن الحضارات القديمة كلها (المصرية القديمة – البابلية – الفينيقية – اليونانية – المايا) كل دول وبكل ما توصلوا ليه من حضارة واللي من ضمنها الأهرامات مثلًا، كان السبب في بنائها الفضائيين اللي كان عندهم العلم الكافي من الهندسة والرياضيات اللي يؤهلهم لبناء مباني عظيمة تعيش لآلاف السنين زي المباني اللي اتبنت في عهد الحضارات دي.
اللي بيرسخ للاعتقاد ده ظهور فيديوهات بتؤكد حقيقة الكلام ده زي الفيديو اللي انتشر من فترة عن أجسام طائرة شبيهة بالهرم المقلوب بتدور فوق الأهرامات التلاتة، الفيديو المفروض متصور بكاميرا عادية عند الهرم، الأمر اللي ممكن يدي له شيء من المصداقية، زائد إنه الهرم المقلوب _المعروف باسم (Pyramids UFO)_ اللي ظهر فوق الأهرامات ده اتصور في أكتر من بلد بنفس الشكل منهم مثلًا روسيا وأمريكا والصين وغيرهم لكن الفكرة إن الفيديو أثناء تصويره، وأثناء ما الأطباق الطائرة أو الهرمين المقلوبين دي ما بيلفوا، كانت الناس بتتمشى عادي جدًا وراكبين جِمال وكأن مفيش أي حاجة بتحصل، ودي نقطة كانت مثيرة للدهشة والفضول عندي الحقيقة! جايز كمان يكون الفيديو معمول بالهولوجرام (خاصية بتسمح بظهور أشكال افتراضية ثلاثية الأبعاد في مكان ما)، أو ممكن يكون عبارة عن خدعة بصرية مش أكتر، أو ممكن تكون دعاية لشيء ما مين عارف يعني ما كل شئ بقى له تفسيرات كتيرة محتملة لكن على مستوايا الشخصي عمومًا مش مقتنع إنه الموضوع حقيي إطلاقًا.
”د. عيدان دونسون“ عالم المصريات بجامعة بريستول، قال إن موضوع بناء الأهرامات ده ماكنش له أي علاقة بالفضائيين، وإن المصريين القدماء كانوا متقدمين بالفعل في العلوم، وكان عندهم مهندسين على أعلى مستوى ومجاميع عظيمة من العمال المصريين، اللي اكتشفوا مقابر هم اللي اتدفنوا فيها بجوار الهرم لما ماتوا وعُثر على الغرف اللي كانوا مدفونين فيها. كمان ”د. دونسون“ قال إن في بعض الأهرامات غير المكتملة لقوا جنبها المُعدات اللي كان المصريين القدماء بيستخدموها في البناء. يعني باختصار، اللي بنوا الأهرامات كانوا القدماء المصريين، لكن تبقى في بعض الأسئلة يعني غير المجاب عنها لحد دلوقتي، منها: هل الفضائيين موجودين فعلًا؟ ولو موجودين ليه ماشوفناهمش لحد دلوقتي؟ وهل حاولوا يتصلوا بينا فعلًا؟
-2-
مبدئيًا، الإجابة على سؤال هل الكائنات الفضائية موجودة فعلًا مش محسوم لحد دلوقتي، وفي أكتر من دليل على صحة إدعاء وجودهم وعدمه لكن في بعض الناس مقتنعين إن الفضائيين بعتوا لنا رسايل كتير وحاولوا يتواصلوا معانا بس إحنا مافهمناش.
من ضمن هذه الرسايل مثلًا، مكالمة تليفون جات لعالمة فلك شابة عندها 24 سنة اسمها ”جوسلين بيل“ سنة 1967، المكالمة كانت عبارة عن نبضات كهربائية جاءت عن طريق الراديو والتقطتها ”بيل“ واعتقدت لفترة طويلة إن المكالمة كانت فعلًا من كائن فضائي بيحاول يتواصل معانا، وبلغت الكلام ده لأستاذها ”أنتوني هويش“.
”أنتوني هويش“ بحث ورا الحكاية دي لفترة، وسنة 1974 تم منحه هو وزميله الفلكي ”مارتين رايل“ بسبب بحثهم عن موجات الراديو اللي ممكن نلتقطها من النجوم النيوترينية (بقايا تنتج عن الانهيار الجانبي لنجم ضخم)، وبسبب البحث ده قدروا عن طريق موجات الراديو دي يرصدوا النجوم النابضة من النجوم النيوترونية. يعني الموضوع ماكنش فيه فضائيين ولا غيره لأنه لو كان فيه فضائيين وحبوا يتواصلوا معانا وقتها، أكيد مش هيكون قدامهم إلا النبضات الكهربائية كوسيلة للتواصل يعني ودول بقى متفوقين علينا بسنين ضوئية يعني في التطور المفروض!
ده مش الشيء الوحيد اللي الناس كانوا مقتنعين بيه، كان موضوع وجود منطقة خاصة بالفضائيين، اللي منها منطقة (Area 51) واللي فضلت لفترة كبيرة جدًا منطقة ممنوع الاقتراب منها، فالناس ماسابوش الموضوع يعدي عادي كده، وبدأوا يطلّعوا نظريات إن ده موقع سري للحكومة بيدرسوا فيه نزول مركبة فضائية على الأرض واللي كان فيها كائنات خضراء كده بعيون سودة واسعة.
الحقيقة إن الموضوع ده في الأخر _بحسب الكلام عن بعض تقارير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA)_ إن موقع منطقة 51 دي، كان عبارة عن موقع لتدريبات الجيش الأمريكي في وقت الحرب الباردة مع روسيا، خصوصًا إنه كان تدريب لطيارات (U-2) اللي ممكن يكون في بعض الناس افتكروا إنها شبيهة بالأطباق الطائرة، يعني لا فضائيين ولا أطباق طائرة ولا حاجة من دي.
باختصار، موضوع وجود الفضائيين في الكون، أو عدم وجودهم، ماحدش لسه قادر يحدده، أو يجاوب عنه إجابة شافية تقدر تقنع الناس عمومًا بالموضوع ده، بعيدًا عن مهاويس الأطباق الطائرة اللي مقتنعين بوجودها وبوجود الكائنات الفضائية حتى لو مفيش دليل على ده. وعمومًا، طالما هوليوود مكملة في إنتاجها للأفلام، ووكالات الفضاء مكملة في أبحاثها، فإحنا هنسمع أخبار كتير عن الأطباق الطائرة، والكائنات الفضائية، اللي هتيجي في يوم تحتلنا إن شاء الله.