.
النشرة

علماء يمكنهم إزالة المخاوف من المخ

كتب: أحمد حسين

الخوف عاطفة يصعب تجاوزها. لكن فريق من الباحثين بجامعة كامبردج ابتكر طريقًا مُختصرًا للتغلب على المخاوف دون الاضطرار لمواجهتها عن طريق التلاعب في نشاط المخ لبعض المشاركين البحث، وخلق مخاوف وهمية ثم إزالتها، دون أن يدري المشارك من الأساس بما كان يحدث.

في الوقت الحاضر، تبدو الطريقة الوحيدة القاطعة لمواجهة الرهاب (الفوبيا) والقلق والهلع، هو مواجهتم وجهًا لوجه، وعند نجاح المواجهة، يمكن للتجربة أن تكون إيجابية، لكنها قد تتسبب أيضًا في الكثير من الضيق. لكن الباحثون تمكنوا من تجاوز كل هذه الأحداث غير السارة من خلال القضاء على المخاوف باستخدام قوة علم الأعصاب، عن طريق تقنية تُسمى ”فك شفرة ردود الفعل العصبي – Decoded neurofeedback“.

بدأ الباحثون بإدخال بعض المخاوف إلى مخ 17 من المتطوعين في التجربة، بإخضاعهم إلى صدمات كهربائية غير مريحة لكنها مقبولة كلما رأوا صورة مُعينة على الشاشة. وباستخدام تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI)، استطاع الفريق البحثي قياس نشاط المخ للمتطوعين، وأدركوا ناتج التحفيز البصري (الصور) مجتمعًا مع الصدمات الكهربائية على المخ.

المخاوف

وركّز العلماء على مناطق في المخ مثل اللوزة الدماغية والفص الجبهي القشري، وكلاهما متورط في ترميز/تشفير الخوف كذكريات في المخ. قال الباحثون أن البحث أتاح لهم معرفة بعض الأنماط الدماغية المُعينة التي تؤثر في تخزين الخوف في المخ. حاول الباحثون محو تلك الأنماط، عن طريق الكتابة فوقها بأنماط عصبية مختلفة.

أوضح ”د. بين سيمور“، أستاذ علم الأعصاب بكامبردج وأحد المشاركين في البحث، أن المتطوعين في أوقات الراحة، كانت أدمغتهم تعمل عن طريق تحفيز الأجزاء المسؤولة عن هذه المخاوف، حتى لو لم يُدرك المتطوعون هذا الأمر. ولأنهم قادرون على فك شفرة هذه المخاوف بسهولة، قرر الباحثون منح مكافأة _مبلغ صغير من المال_ للمتطوع كلما استطاعوا فك شفرة إحدى هذه المخاوف من الذاكرة.

أخذت العملية مكانها بالكامل في اللاشعور، وكلما حصل متطوع على مكافأة، أخذت المكافأة مكان المخاوف (بعد فك شفرتها وإزالتها)، ولم يشعر أي متطوع بكل ما كان يجري داخل رأسه. عرض الباحثون _بعد نجاح التجربة_ على المتطوعين الصور التي عرضوها عليهم في بداية البحث، فلم يُظهر المسح الدماغي أي أثار للخوف، حيث لم تعد الأجزاء المسؤولة عن تخزين الخوف كذاكرة تنشط عند رؤية هذه الصور.


المصادر: iflscience  eurekalert

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى