بيوسفير 2: هنستعمر الفضاء؟ .. لأ ده احنا نجرب هنا الأول بقى
كتبت: يارا كمال
عايزين نغزو الفضاء بقى .. عايزين نحل مشكلة الاحتباس الحراري بقى .. طب إحنا محتاجين قبل ما نحقق الإنجازات العظيمة دي نجربها في حاجة أصغر. طب هنجرب في حاجة أصغر إزاي؟ يعني لو حبينا نعمل مستعمرة في الفضاء مقفولة على نفسها ومكتفية ذاتيًا، نغامر بقى ونعملها في الفضاء، ده لو عرفنا أصلًا، ولا نحترم نفسنا ونعملها الأول على الأرض، ولما تنجح نشوف بقى هنعمل إيه؟
هو ده تقريبًا اللي حصل في مشروع ”بيوسفير 2“. المشروع ده عبارة عن مستعمرة المفروض إنها مكتفية ذاتيًا في صحراء الأريزونا، ومتجهزة بـ 3000 نوع من النباتات والحيوانات بحيث تكون الحياة البرية كافية إنها تعيّش 8 أشخاص لمدة سنتين.
وبرغم إن الفكرة جريئة إلا إن الطبخة باظت من القائمين عليها، لإن حصلت شوية مشاكل خلت الأشخاص اللي خاضوا التجربة دي جاعوا جوه المستعمرة واتخنقوا. الموضوع طبعًا يبدوا قفيل بالنسبة لأي حد بيخطط لمستعمرات خارج الأرض.
حكاية الـ ”بيوسفير 2“ :
سنة 1991، الـ8 أشخاص دخلوا ”بيوسفير 2“ اللي بيشغل مساحة 3 فدادين متغطيين بالصلب والإزاز. جواه فيه مناطق برية بتعيد تدوير الهوا والميه. ممكن الصبح المطرة هناك تنزل وتفضل تنزل ساعة ورا التانية، والتل يتشبع بالميه، وبعدين الميه تتجمّع على السطح وتتحرك وتنحت حاجة زي مجرى كده واللي بيزداد عمقًا مع استمرار المطر.
”بيوسفير 2“ ممكن تلاقي فيها عاصفة وفيها حقول بطاطا وأرز، وفيها كمان غابة ممطرة وحشائش سافانا وفيه كمان محيط مصغر. ده ييخليها تبدو بيئة حقيقية زي بيئة الأرض بالظبط.
التمانية اللي قعدوا هناك كانوا بيزرعوا كل أكلهم والدنيا تمام. المهم فيه واحدة منهم قطعت طرف صباعها وطلعت لإنها احتاجت لعناية طبية. لما رجعت، جابت لهم شنطتين من الإمدادات، والمفروض إن دي بيئة مغلقة ومكتفية ذاتيًا، وإنها لو هتتنفذ في الواقع زي المريخ أو مكان ما في الفضاء الخارجي، ففكرة إننا نجيب إمدادات للمستعمرة دي مش حاجة عملية. على نهاية المدة، كانوا حاسين إنهم خلاص هيموتوا من الجوع ومخنوقين وكانوا خلاص هيتجننوا. طبعًا واضح إن المشروع ماينفعش يتعمل على المريخ، ومجلة ”Time“ قالت عليه واحد من أسوأ 100 فكرة اتعملت القرن ده.
نيجي بقى لنقطة تانية، ”بيوسفير 2“ كانوا مركبين فيها جهاز تنظيف ثاني أكسيد الكربون عشان تحمي التمانية من المستويات الخطرة من الغاز. الفكرة إن الأساس في ”بيوسفير 2“ إن المواد كلها تمشي في دورتها بشكل طبيعي. المتحدثة الرسمية باسم المشروع ”كاثلين ديهر“ قالت في حوار عن طريق التليفون إنهم فعلًا ركبوا الجهاز ده وإنه مش حاجة غير طبيعية، لأ دي مساعدة بسيطة كده عشان تساعد في استقرار الغلاف الجوي خلال التقلبات الأولية.
يعني مستوي ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي للأرض حوالي 355 جزء من المليون، ولما يوصل مستواه لألف جزء أو أكتر من المليون فده مستوى غير صحي. المتحدثة الرسمية قالت إن مستوى ثاني أكسيد الكربون في ”بيوسفير 2“ حوالي ألفين جزء في المليون ودي مش مشكلة يعني، لإن ناسا ممكن يبقى المكوك بتاعها مستوي ثاني أكسيد الكربون فيه 5000 جزء من المليون.
مع ذلك، جامعة كولومبيا وبعدها جامعة أريزونا استخدموا المساحة الضخمة دي في إنهم يجروا أبحاث علمية عن الأرض وفيه حوالي 150 ورقة علمية اتنشرت، وفيه حاجات كتيرة من اللي اتعرفت عن الشعب المرجانية وحامضية المحيط اتعرفت في ”بيوسفير 2“.
طب يا ترى مشروع زي ده مالوش لازمة؟
لأ طبعًا، الفكرة الجريئة دي احنا استفدنا بيها كتير في مجال هندسة النظم الإيكولوجية ولسه هنتعلم منه، وأكيد هيفيدنا لو حبينا ناخد خطوة استعمار الفضاء، على الأقل جربناها وإحنا لسه على البر.
المصادر: newscientist nytimes arizona.edu