وفاة «فيرا روبن» التي عثرت على دليل للمادة المظلمة
كتبت: يارا كمال
توفيت «فيرا روبن»، عالمة الفلك الرائدة التي ساعدت في إيجاد دليل قوي على وجود المادة المظلمة، مساء الأحد عن عمر 88 عامًا، وفقًا لما قاله ابنها «آلان» لوكالة أسوشيتد برس.
توصلت روبن في عام 1974 إلى أن النجوم عند حدود المجرات لا تلف بالطريقة المتوقع لها أن تلف بها، فإن حسابات الجاذبية باستخدام المادة المرئية فقط في المجرات بيّنت أن النجوم الخارجية يجب أن تتحرك بشكل أبطأ. وكان السبب الوحيد الممكن بالنسبة لها و«كنت فورد»، عالم الفلك، لما يحدث هو شيء غير مرئي، الذي عُرف بـ«المادة المظلمة»، والتي نظّرها «فريتز زفيكي»، عالم الفيزياء والفلك السويسري، في الثلاثينات.
(لمزيد من المعلومات عن المادة المظلمة، اقرأ موضوعنا: عن المادة المظلمة .. إحنا صغيرين أوي يا سيد! )
حتى الآن، لم تُلاحظ المادة المظلمة بشكل مباشر، ولكن من المعروف أنها تكوّن 27% من الكون، في حين أن المادة العادية التي يمكن ملاحظتها تكوّن 5% فقط من الكون، وبقية الكون طاقة مظلمة.
قالت «إميلي ليفيسك»، عالمة فلك من جامعة واشنطن، إن هذا الاكتشاف أحدث ثورة حقيقية في مفهومنا عن الكون وعن هذا المجال بأكمله.
حصلت «روبن» على العديد من الأوسمة والكثير من التقدير، فهي ثاني امرأة تُنتخب لعضوية الأكاديمية الوطنية الأمريكية للعلوم، كما حصلت على قلادة العلوم الوطنية من الرئيس الأمريكي الأسبق «بيل كلينتون» في عام 1993، عن برامجها البحثية الرائدة في علم الفلك الرصدي. ولكن تساءل العديد عن سبب عدم حصولها على جائزة نوبل.
بدأ اهتمام «روبن» بالفلك منذ صغر سنها، ونما بمساعدة أبيها «فيليب كوبر»، مهندس الكهرباء الذي ساعدها في عمل تليسكوب وأخذها إلى اجتماعات علماء الفلك الهواة.
كانت «روبن» الوحيدة التي تخرجت من كلية «فاسار» للنساء المرموقات بتخصص رئيسي فلك في عام 1948. وعندما سعت للالتحاق كطالبة دراسات عليا في جامعة «برنستون»، أبلغوها أن النساء غير مسموح لهن بالالتحاق ببرنامج الفلك للدراسات العليا بالجامعة، وهي السياسة التي لم تنتهِ حتى عام 1975.
وبالتالي تقدمت لجامعة كورنيل، حيث درست الفيزياء، ثم ذهبت إلى جامعة جورج تاون، حيث حصلت على درجة الدكتوراه في عام 1954. وفيما بعد، عملت في معهد «كارنيجي» بواشنطن.
المصادر: bbc cnn theguardian nationalgeographic theverge