كيف نتخلص من ”الزغطة“ الشقية ؟!
كتب: أحمد حسين
في أحد مشاهد فيلم ”آه من حواء“ يعالج رشدي أباظة، الطبيب البيطري، أميرة الفتاة المدللة المتمردة والتي قامت بدورها الفنانة لبنى عبد العزيز من مرضٍ ما، ويأمرها بالراحة التامة، وإلا فهي المسئولة عما قد يحدث لها كما فربما أن “ييجي لها شُحار”، وعند سؤالها له عن ما يعنية الشًحار أخبرها بأن ”الشُحار ده عند البهايم زي الزُغطة عن البنى آدمين“!
بعيدًا عن المشهد الهزلي، فالسؤال يبقى ماذا تفعل عندما تُصاب بالـ”زُغطة“ ؟
الكثير من النصائح توجه لك عندما تصاب بها. شُرب الماء، كتم النفس، أن تتناول ملعقة سكر ناشف أو التعرُض لموقف مُرعب هم أكثر النصائح التي يتم توجيهها لك كي تختفي الزُغطة أو الحاذوقة كما يطلق عليها باللغة العربية.
في البداية يجب أن نوضح سبب وجود الزُغطة من الأساس، وهو يكمن في الحجاب الحاجز. الحجاب الحاجز عضلة موجودة أسفل القفص الصدري تفصل بينه وبين المعدة، تلك العضلة كذلك هي المسئولة عن سُرعة التنفس _بشكل إرادي من الإنسان_.
تحدث الزُغطة نتيجة لتشنج يحدث في أعصاب الحجاب الحاجز، بعدها نبدأ في أخذ كمية كبيرة من النَفَس للداخل، حتى تُطوى الأحبال الصوتية، فتغلق الحنجرة، وهذا ما ينتج عنه صوت ”الزُغطة“ الذي نسمعه.
قد تحدث الزغطة في معظم الوقت مرة واحدة فقط وتتوقف بعد ذلك، لكن عندما تحدث هذه التشنجات فإن الحجاب الحاجز يبدأ في الانقباض والانبساط بشكل متكرر مما يؤدي لحدوث الزغطة، في ذلك الوقت كل ما عليك فعله هو تهدئة الحجاب الحاجز عن طريق الضغط على زر ”الإعادة“ في جهازك العصبي.
يمكن أن تُوقف الزغطة عن طريق تحفيز ”العصب المُبهم – Vagus nerve“ (عصب ينشأ في الدماغ (المخ) ويمتدد حتى الجهاز الهضمي)، هذا العصب مسئول تقريبًا عن أهم الوظائف الحيوية للجسم، والتي من ضمنها نبض القلب والتنفس. كيف يمكنك تحفيز هذا العصب أو صرف انتباهه؟ عن طريق زيادة مُعدل ثاني أكسيد الكربون في المجرى الدموي.
يبدو هذا غريبًا بعض الشيء لكنك تفعله بشكل متكرر كلما أصبت بالزُغطة، فزيادة مُعدلات ثاني أكسيد الكربون في الدم تتم عن طريق كتم النفس (الاحتفاظ بكمية من ثاني أكسيد الكربون بداخل الجسم)، عندما تزيد نسبة ثاني أكسيد الكاربون في الدم، يبدأ المخ في إرسال إشارات للحجاب الحاجز والرئة للتأكد من أنهم يقومان بعملهما بشكلٍ صحيح.
تنطبق القاعدة على شُرب الماء والنفخ في كيس فارغ، فالأمران يؤديان لنفس النتيجة، زيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون في الدم، مما يستفز المخ للتصرف، وتخطى التشنج العصبي للحجاب الحاجز، وإعادة كل شيء للمسار الصحيح.
المصادر
