قرار بتأجيل الجراحات غير الطارئة للبدناء في إنجلترا
كتب: أحمد حسين
اتخذت الخدمة الوطنية للصحة بإنجلترا قرارًا بتأجيل العمليات الجراحية غير الطارئة للبدناء، حتى يتخلصوا من وزنهم الزائد قبل أن يُعالجوا. فيما قوبل القرار باستهجان لاعتباره قرارًا عنصريًا.
أصدرت أيضًا مجموعة تُدعى (The Vale of York clinical commissioning group) قرارًا بتأجيل العمليات الجراحية غير الطارئة للبدناء (مثل عمليات الرُكبة وغيرها)، لمدة سنة على الأقل، إذا كان مؤشر كُتلة أجسامهم 30 أو أعلى.
قالت المجموعة أنها اتخذت قرارها لأنه الأفضل في تحقيق الاستفادة القُصوى من الموارد المحدودة المتوفرة لهم. قال ”شو سوميرس“، جراح بريطاني من بورتسموث، أن الخطوة تبدو منطقية ويمكنها توفير بعض المال، لكنها تعتبر أيضًا خطوة عنصرية تجاه البدناء لأن السِمنة أو البدانة المفرطة تُعتبر مرضًا.
أضاف سوميرس أن البدناء يحاولون على الأغلب بالفعل إنقاص وزنهم، وتوجيه قرار عنصري كهذا لهم لن يحل المشكلة، وأضاف أن رفض الأطباء لإجراء عمليات جراحية لهم لن يساعدهم في شيء، بل سيزيد الأمر سوءًا.
قال ”كريس هوبسون،“ الممثل للعلاجات والخدمات المجتمعية في الخدمة الوطنية للصحة بإنجلترا، أن هذه الخطوة ليست إلا حفاظًا على المال بشكل عقلاني. وأضاف أن المطلوب من الخدمة الوطنية للصحة حاليًا فوق استطاعتها، وهذه الخطوة لترشيد المطلوب، لعلاج أكبر عدد من البشر بأقل التكاليف والخدمات.
صرّحت الكلية الملكية للجراحين، أن هذه الخطوة خطيرة، بل الأكثر خطورة في تاريخ الخدمة الوطنية للصحة في العصر الحديث على الإطلاق. قالت رئيسة الكلية الملكية للجراحين ”كلير ماركس“، أن الكلية تُساعد البدناء على إنقاص وزنهم، وتساعد المدخنين أيضًا للتخلص من هذه العادة، لأن المدخنين دخلوا في نطاق القرار أيضًا.
وأضافت كلير أن المطلوب حاليًا من خدمة الصحة الوطنية، أن تُصدر بيانًا بما تستطيع تغطيته من تكاليف العمليات الجراحية، والمطلوب أيضًا من المواطنين دفعه، وهو أمر بالغ الأهمية ويجب أن تتحرك فيه الخدمة الصحية بأسرع وقت.
الخوف حاليًا من هذه الخطوة، يتلخّص في أن الموضوع لن يتوقف عن البدناء، ولا المدخنين، فيمكن أن يمتد القرار لما هو أكثر من ذلك، بحجة توفير المال لمساعدة من يحتاجون لعمليات طارئة سريعة. سجلت الخدمة الصحية صرف 2.45 بليون جنية استرليني عام 2015، لكن رؤساء الخدمة يريدون تقليل هذه النفقات إلى ما يقرب من 250 مليون جنية استرليني بنهاية السنة.
شروط القرار أن تتأجل جميع العمليات غير الطارئة للمدخنين لمدة 6 أشهر، وبعدها يجب أن يتأكدوا من أن المدخن أقلع عن التدخين لأكثر من 8 أسابيع على الأقل. وبالنسبة للذي يعانون من البدانة، أو كتلة أجسامهم أكبر من 30، فستتأجل عملياتهم غير الطارئة لمدة سنة، أو يقل وزنهم بنسبة 10% على الأقل.
لا يزال القرار غير مُطبق بصورة رسمية حتى الآن، لكنه في طريقه إلى التنفيذ.
المصدر: