شركة (gsk) للدواء تسمح ببراءات الاختراع في الدول النامية
كتبت: مها طه
رحب خبراء الصحة بإعلان شركة الأدوية العملاقة ”جلاسكو سميث كلاين – GSK“، عن أنها ستتوقف عن حظر براءات الاختراع في الدول النامية والبلدان ذات الدخل المنخفض، مما سيتيح إصدارات عامة من الأدوية ذات العلامة التجارية ليتم بيعها للجمهور.
ومن المعروف أن الأدوية ”المحمية“ غالبًا ما تكون مُكلفة حتى في البلدان ذات الدخل المرتفع، أما في الدول الفقيرة فيُعتبر الحصول على هذه الأدوية أمر بالغ الصعوبة، وحتى الآن فإن شركات التصنيع الدوائي الكبرى تحمي حقوقها عن طريق حظر براءات الاختراع على نفس الأدوية التي تعمل بها، وبذلك تضمن حقها في السوق الذي تبيع به دون أن تنافسها أي شركة أخري.
ما قامت به شركة ”GSK“، هو رفع هذا الحظر في الدول الفقيرة والنامية، والذي يعتبر نهجًا أكثر تساهلًا لتطبيق الملكية الفكرية للشركة، مما يعكس نظام أكثر عدلًا للدول الأكثر فقرًا. بموجب هذه الخطة الجديدة، قالت الشركة أنها رفعت ملف براءات الاختراع في أقل 50 دولة نموًا في العالم بالإضافة للدول منخفضة الدخل أو الفقيرة، مما يعني أنه عندما يُنتج دواء جديد لعلاج السرطان أو الإيدز في أماكن كأفغانستان، رواندا، كمبوديا، فإن الشركة لن تمنع غيرها من الشركات المُصنعة من إصدار بدائل له بأسعار معقولة أكثر ومناسبة للمُستهلك.
كما صرح ”ريموند هيل“، الرئيس السابق للجمعية الدوائية البريطانية للـBBC، أن هذه الخطوة تعتبر خطوة شجاعة من واحدة من عمالقة التصنيع الدوائي في العالم، والتي تساعد على توسيع فرص الحصول علي الأدوية الجديدة الهامة في العالم النامي.
وأضاف رئيس كلية الطب الدوائية ”آلان بويد“، أن الحصول على الأدوية يجب أن يقوم على أساس عالمي يمنع التفريق بين الدول الغنية والفقيرة، وأنه من الجيد رؤية هذا النهج الجديد الذي اتبعته الشركة لضمان التأكد من تحقيق ذلك.
قالت الشركة بأنها ستستمر في تقديم براءات الاختراع، ولكنها ستعمل على ترتيبات التراخيص للسماح للشركات الأخرى بتوفير البديل المناسب، أما في الدول الغنية فسيستمر عمل الشركة كما هو قائمًا على العمل المعتاد وحماية براءات الاختراع بشكل كامل، يذكر أن أهم منتجات هذه الشركة هي :فولتارين، بنادول، أوتريفين، سينسوداين وغيرها.
على الرغم من إشادة البعض بهذا المنهج الجديد في صناعة الأدوية إلا أنه مازالت هناك الكثير من التساؤلات القائمة بشأن مدى فاعلية الخطة لتوفير الأدوية لفقراء العالم، ففي الواقع، هناك الكثير من هذه الدول معفية من الالتزام ببراءات الاختراع حتى عام 2033 بموجب تنازل من منظمة التجارة العالمية، مما قد يعني أن هذه الخطوة قد لا تكون ضرورية.
وعلى الرغم من أن هذا النهج الجديد من الناحية النظرية سيساعد في إزالة القيود المفروضة على وصول الأدوية لأكثر من ملياري شخص فقير في 85 دولة، فإن البعض يقول أن مشكلة براءات الاختراع ما هي إلا جزء من قضية تحسين الصحة في الدول النامية والفقيرة، حيث أن قضية تحسين الصحة تعتمد على التشخيص المبكر للأمراض والبنية التحتية الجيدة والرعاية الصحية المحلية الكافية.
صرح السير ”أندرو ويتي“، المدير التنفيذي لشركة ”GSK“، والذي سيتنحى عن الشركة العام المقبل، في بيان صحفي، أن الخطوة التي قامت بها الشركة تعد لفتة سيكون لها تأثير دائم لفترة طويلة حتى لو لم تفعل شيئًا سوى لفت الإنتباه لتحسين الطب في البلدان النامية.
المصادر