.
النشرة

علاج جديد لعكس تأثير إدمان الكوكايين في الفئران

كتبت: مها طـه

نُشرت دراسة جديدة هذا الشهر في مجلة علم الأعصاب تُشير إلى وجود تقدم كبير في مجال محاولة علاج الإدمان. تُعتبر حالة إدمان المخدرات من أكثر الحالات المرضية المُعقدة، والتي ينجُم عنها مزيج مُعقد من العوامل الفسيولوجية والنفسية والاجتماعية، والتي تجعل العلاج صعب للغاية. لذلك يحاول علماء الأعصاب البدء في البحث عن سُبل لعكس التغييرات البيولوجية الملموسة التي تنتُج عن تعاطي المخدرات على المدى الطويل.

ككثير من المخدرات يؤدي الكوكايين إلى زيادة إفراز هرمون الدوبامين والذي يعتبره المخ بمثابة هرمون للسعادة، وذلك بالتأثير على مناطق الثواب في المخ، ما يخلق الكثير من المتعة، ولذلك يُمكن للاستخدام المتكرر أن يُسبب خللًا في بعض مناطق المخ، والتي تُشارك في مناطق الثواب في المخ مثل النواة المتكئة nucleus accumbens.

وقد أظهرت الكثير من الأبحاث السابقة حدوث هذه التغيرات لأن تعاطي الكوكايين يُسبب زيادة في مستويات بروتين يُسمى (BDNF)، والذي يُساعد في السيطرة على النمو والتطور والتواصل بين الخلايا العصبية وبعضها. بروتين BDNF يعمل من خلال تفعيل نوع من المُستقبلات في المخ والتي تُعرف باسم مستقبلات TrkB، وهو ما حاول العلماء العمل عليه في الماضي، عن طريق وقف عمل هذه المُستقبلات وبالتالي علاج الإدمان.

أظهرت العديد من الدراسات أن تثبيط تفعيل مُستقبلات TrkB في النواة المُتكئة في الفئران التي تتعاطى الكوكايين، قلل بالفعل من اعتماد الفئران على المخدرات، فتوقفوا عن اللجوء للمياه المحتوية على نسب من الكوكايين، واستبدلوها بالماء العادي.

content-1471611716-nucleus-accumbens

إجراء الكثير من الأبحاث أثبت أن إدمان الكوكايين له تأثير معاكس تمامًا على منطقة دماغية أخرى تُسمى القشرة الأمامية الجبهية، حيث أنه يُسبب انخفاضًا في تفعيل مُستقبلات TrkB، وعندما حقن العلماء عامل التغذية العصبية المُتمثل في بروتين BDNF في هذه المنطقة من المخ، ظهر على الفئران انخفاض في سلوك الميل نحو الكوكايين.

نظرًا للآثار المتناقضة لبروتين BDNF على مناطق مختلفة من مخ متعاطي الكوكايين، أثار الباحثون في هذه الدراسة الجديدة تساؤلًا، ما الذي يُمكن أن يحدُث لو تم حجب هذا البروتين عن كل مناطق المخ؟، وللتحقق من النتيجة طوروا مُستقبلات TrkB مُعاكسة، والتي يُمكنها عبور حاجز الدم في المخ عند حقنه في مجرى الدم.

أظهرت النتائج أن تثبيط هذه المُستقبلات أدى بالفعل للحد من سلوكيات إدمان الكوكايين في الفئران المُدمنة، وتتبين انخفاض تفضيلهم للكوكايين على محلول السكر، واهتمام أقل من الفئران في الحصول على الكوكايين والذي يمكنهم تعاطيه من خلال الضغط على رافعة أمامهم.

عند تحليل إشارات الـTrkB في مناطق المخ المختلفة، وجد الباحثون أنها انخفضت بشدة في النواة المتكئة، وعادت إلى مستوياتها العادية بالنظر للفئران غير المُدمنين، هذه النتيجة جعلت الباحثون يعتقدون في محاولات ”عكس“ الإدمان في الفئران، والمُثير للاهتمام هو أن مستوى الـTrkB عادت طبيعية في قشرة الفص الجبهي، وازدادت على الرغم من وجود المُثبط أو المُستقبِلات العكسية.

المصادر:

زر الذهاب إلى الأعلى