.
ليه وإزاي؟

تأثير التجاهل السلبي على الأطفال (تجربة الوجه الساكن)

كتب: أحمد حسين

ساعات بلاحظ وأنا في مواصلة ما، سواء في المترو أو في ميكروباص مثلًا، إن في طفل رضيع سنة أقل من سنتين، بيحاول يتواصل مع والدته بكل الطرق، فبيبدأ يمسك في وشها ويزعّق ويعلي صوته، ولما بيستنفذ كل محاولاته، ويلاقي الأم لسه مدياله تعبير الوجه الساكن ده، ساعتها بيبدأ يعيّط علشان ينبهها لوجوده.

طبعًا الموضوع ده بيكون في الغالب غصب عن الأم، هي بتحاول تتواصل معاه ساعات لكنها في النهاية مرهقة تمامًا من اليوم، فبتكون فكرة إنها تتواصل مع ابنها أو بنتها الرضيعة صعبة جدًا، والرضيع ماعندوش أي طريقة للتواصل غير الصوت وحركة الإيد، ولما الأم بتبقى حاطة الوجه الساكن ده أو اللي بنقول عليه الوش الخشب، الطفل بيقرأ التعبير ده، وبيحاول بكل استطاعته إنه يقاومه.

إدوارد ترونك وتجربة الوجه الساكن

الباحث د. إدوارد ترونك، أستاذ علم النفس في جامعة ماساتشوستس، أجرى تجربة اسمها ”تجربة الوجه الساكن“ سنة 1975. التجربة كانت عبارة عن إن الأم تقعد قدام الرضيع، وتفضل تلاعبه وتهزر معاه، بعدها تسكت تمامًا ويفضل وجهها ساكن بلا أي تعبير، ساعتها الطفل بيحاول يتواصل مع الأم ويشاور في أي اتجاه علشان الأم تنتبه، ولما كل المحاولات بتفشل بعد حوالي 3 دقائق مثلًا، بيعيط بصوت عالي جدًا علشان الأم تنتبه له.

https://www.youtube.com/watch?v=apzXGEbZht0

التجربة دي كررها د. ترونك كتير جدًا خلال السنوات الماضية، الراجل بقاله 20 سنة بيدرس التجربة دي، ومن وقت قريب صوّرها فيديو علشان يشرح عليه التجربة. في الأساس موضوع تجربة الوجه الساكن ده بيتعمل علشان يعرفوا الطفل بيقدر يقرأ تعبيرات الوجه ولا لأ، لو قدر يدرك إن الأم دلوقتي مش مركزة معاه وإن وجهها الساكن ده بيدل على إن في حاجة غلط،  يبقى كده الطفل سليم، لو حصل العكس، يبقى الطفل ده غالبًا مُصاب بالتوحد أو متلازمة داون أو أحد أبواهم مصاب بالاكتئاب.

التجاهل والعنف وتأثيرهم على الأطفال

التجربة كمان بتقدر تتعرف على فكرة إذا كان الطفل ده باباه أو مامته مصابين بالاكتئاب ولا لأ. لو مصاب بالاكتئاب هيبقى صعب يتواصل مع الأطفال، لذلك الطفل هيتعوّد على فكرة إن والده أو والدته مابيتفاعلوش معاه، وبالتالي لو عملوا تجربة الوجه الساكن الطفل مش هيتأثر بأي شكل من الأشكال.

وده بيشير لشيء مهم، إنه الإهمال بيكون له آثار خطيرة وطويلة المدى على الأطفال، ممكن يكون سبب في إنطواءه أو سبب في إنه يخليه عنيف مع زمايله أو صحابه، وممكن يسبب له نوع من الحزن يوصل معاه لدرجة إنه يمتنع عن الأكل، حسب درجة إحساسه وإدراكه لفكرة التجاهل دي.

ودايمًا موضوع التجاهل ده بيرتبط بموضوع العنف الجسدي، واللي هما مع بعض ممكن يؤدوا بالطفل لإنه يجي له ضعف أو خلل في خلايا المخ. سنة 1986 باحثون في جامعة دوكس في الولايات المتحدة عملوا تجربة على الأطفال اللي سنهم أقل من 5 سنين، ولقوا إن في حوالي 1383 طفل ماتوا من تأثير العنف الجسدي أو من التجاهل.

للمزيد عن العنف الأسري وعواقبه من هنا.

عالم النفس المتخصص في التربية ”د. جون جوتمان“ كتب خمس نصائح أطلق عليهم اسم ”خمس نصائح لتدريب المشاعر“وكانوا الآتي:

  • خد بالك من مشاعر طفلك وحاول تفهمها.
  • تعامل مع تعبيرات طفلك عن مشاعره على إنها فرصة للتعلّم والأُلفة.
  • حاول تساعد طفلك إنه يعبّر عن مشاعره بصورة سليمة.
  • استمع لتعبيره عن مشاعره بتعاطف تام واهتم باللي بيقوله أيًا كان إيه هو.
  • حاول تحط حدود لنفسك في مساعدة طفلك في حل المشاكل، ولو هو مدرك كفاية حاول تخليه يفكر في حل لمشكلاته بنفسه وتساعده إنت في التفكير وتنفيذ الحل ده.

حاليًا، بيشتغل د. ترونك وفريقه البحثي، على فكرة تدريب وتعليم الأباء الطريقة الجيدة في التعامل مع أبناءهم، علشان يحاولوا يحطوا حد لفكرة التجاهل أو الوجه الساكن أو العنف تجاه الطفل بشكل عام.


المصادر:  washingtonpost  gottman

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى