بحث جديد: السيكوباتي ليس ذكيًا كما تصوره الأفلام

كتب: أحمد حسين

متلاعب، قاسي القلب، وذكي: هذه هي الصورة الذهنية المعروفة عن السيكوباتيين والتي تحاول بعض الأفلام ترويجها واللعب عليها. لكن هل هذه هي الحقيقة؟ ألقى بحث جديد ظلالًا من الشك على فكرة ذكاء السيكوباتيين، واقترح أن ذكاء السيكوباتيين في العادة قد يكون أقل من المتوسط.

عزز البحث فكرته عن طريق نقد أكثر شخصيات السيكوباتيين شهرة في السينما، الشخصية القاسية غير الشريفة الساحرة شديدة الذكاء الدكتور «هانيبال ليكتر»، وهو الطبيب آكل لحوم البشر والمعروف من قِبل علماء النفس باسم «خرافة هانيبال ليكتر».

على مر تاريخ دراسة المرضى النفسيين والخصائص العامة، كانت درجة ذكاء السيكوباتيين تُحدِث جدلًا في نقاشات علماء النفس. أحد الباحثين قرر جمع أدلة من دراسات سابقة حول درجة ذكاء الشخصية السيكوباتية. فكرة كونهم متلاعبين وذوات شخصيات ساحرة، أعطت مصداقية لفكرة كونهم أذكياء وهذه مجرد مفارقة اجتماعية، حيث أظهرت الأبحاث الجديدة، أن هذه الفكرة خاطئة، وأن مستوى ذكائهم أقل من المتوسط.

حلل البحث حوالي 97 دراسة سابقة اختُصوا بالبحث في كيفية ارتباط الذكاء بالسيكوباتية، وشملت الدراسة أيضًا 9 آلاف مُشترك ومتطوّع، بما في ذلك أولئك الموجودين في السجن، وأولئك الذين يعانون من مستقبل مهني ناجح. وجد الباحثون أن أولئك الذين سجّلت صفاتهم أعلى درجات السيكوباتية، كانت درجات ونسب ذكائهم أقل كثيرًا من غيرهم، مما يعني أن النتيجة ألغت الارتباط بين كون الشخص سيكوباتي وبين كونه ذكي.

أشار الباحثون إلى وجود الكثير من الاختلافات بين الذكاء والشخصية السيكوباتية، بسبب وجود الكثير من التصنيفات الفرعية فيما يخص الذكاء، وأيضًا فيما يخص الشخصية السيكوباتية نفسها، بمعنى أن هناك فارق بين الشخصيات السيكوباتية الابتدائية (الأساسية) والشخصيات السيكوباتية الثانوية، واقترح الباحثون في هذه الدراسة أن مستويات الذكاء تختلف تمامًا بين هاتين المجموعتين.

الفصل بين فكرة الذكاء وفكرة الشخصية السيكوباتية، بمعنى عدم وجود ضرورة بين كون الشخص سيكوباتي وبين كونه ذكيًا، ستغيّر من كيفية نظر عامة الناس إلى الشخصية السيكوباتية، وأيضًا ستغيّر من نظرة نظام العدالة الجنائية لهم، الأمر الذي سيغير كيفية التعامل معهم بشكل عام ومع ما يقولونه ويفعلونه.

المصادر: iflscience newscientist