.
النشرة

البيئة الميكروبية تؤثر على خطر الإصابة بسرطان الثدي

كتبت: مها طـه

توصل مجموعة من الباحثين لدليل جديد يؤكد أن لكل إمرأة ميكروبيوم (مجموعة من البكتيريا الخاصة التي تعيش في نسيج مُعين في الجسم) فريد من نوعه يعيش في نسيج الثدي، والذي يُمكنه أن يُحفز أو يمنع الإصابة بسرطان الثدي وفقًا لنوعه.

يعتقد العلماء أن ما بين 5 ألى 10 في المئة من جميع أنواع سرطانات الثدي وراثية، وهذا يعني أن هناك العديد من العوامل المختلفة التي يُمكن أن تُسهم في خطر إصابة الشخص، بما في ذلك السن والوزن والعِرق وعلاجات السرطانات السابقة.

المثير للhهتمام أنه منذ السيتينات، وجدت الدراسات أن الحمل والرضاعة الطبيعية على حدٍ سواء ترتبط بخطر أقل للإصابة بسرطان الثدي، في حين أن النساء اللاتي لم يختبرن تجربة الحمل الكامل حتى سن الثلاثين، فإنهن عُرضة أكثر من غيرهن للإصابة بسرطان الثدي.

في الآونة الأخيرة، حاول العلماء إيجاد سبب بيولوجي لتفسير هذا الإرتباط، وقد اقترحوا أن البكتيريا الموجودة في حليب الأم يُمكن أن يلعب دورًا مهم في حماية الام من الإصابة بسرطان الثدي، ولكن لم يكُن هناك في ذلك الوقت أي دليل على وجود فعلي لهذه البكتيريا في أنسجة الثدي بالفعل.

في الواقع، حتى قبل عامين فقط، كان العلماء يفترضون أن أنسجة الثدي مُعقمة تمامًا، وهو ما يعني أنه لا يحتوي على البكتيريا على الإطلاق. في عام 2014 تغير كل هذا، عندما كشف عدد من العلماء بجامعة ويسترن أونتاريو بكندا عن وجود مجتمع متنوع من البكتيريا، والتي يُمكنها أن تسامح في الحفاظ على نسيج الثدي سليم، من خلال تحفيز الخلايا المناعية القريبة من الأنسجة.

للتحقق من هذه النتيجة، قام الباحثون بإجراء دراسة جديدة لمعرفة نوع أنواع البكتيريا الموجودة في أنسجة الثدي تحديدًا، ومعرفة ما إذا كانت مختلفة في النساء اللواتي تم تشخيص إصابتهن بسرطان الثدي، عنها في النساء السليمة.

قام الباحثون بتحليل الحمض النووي للبكتيريا من عينات أنسجة الثدي من 58 سيدة تعرضن لعلاج أو استئصال للثدي نتيجة للإصابة بالسرطان، وتم مقارنة العينات مع عينات أخرى لسيدات لم يُصبن أبدًا بسرطان الثدي، ووجد الباحثون أن النساء المصابات كانت نسبة البكتيريا العصوية والمعوية والمكورات العنقودية بها أعلى، وهي ما ثبت في دراسات سابقة أنها تُسبب بعض أنواع التلف على الحمض النووي، وهو ما يرتبط بالإصابة بالسرطان، كما وجد الباحثون انواع اخرى من البكتيريا التي يُعتقد أن لها خصائص مضادة للسرطان قوية في أنسجة السيدات اللاتي لم يُصبن بالسرطان.

وفقًا لفريق البحث، فإن أحد أنواع البكتيريا المضادة للسرطان على سبيل المثال تُنتج مواد مضادة للأكسدة، والتي تُساهم في معادلة نوع من الجزيئات مسئول عن التفاعل مع الأكسجين، وهو ما ينتُج عنه أنواع من التلف على الحمض النووي، مؤديًا للإصابة بالسرطان.

وفقًا لهذه النتيجة، أشار الباحثون لإمكانية تجنُب الإصابة بسرطان الثدي في السيدات عن طريق إعطائهم أنواع معينة من البكتيريا، لضمان زيادة الأنواع الجيدة والمضادة للسرطان، وهو ما يُمثل إجراء وقائي مستقبلًا، وبناءًا عليه اقترح فريق بحثي آخر من أسبانيا ضرورة إعطاء هذه الانواع من البكتيريا للنساء المُعرضات للإصابة.

المصادر:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى