إزاي الأخطبوط بيقدر يتواصل مع غيره؟
كتب: أحمد حسين
منذ حوالي عشر سنوات، ذهبت في رحلة مدرسية إلى متحف الأحياء البحرية بالأسكندرية، ومن بين كل ما رأيته في هذا اليوم، أتذكر جيدًا رؤية أخطبوط ملتصق بالزجاج، بأذرعه الثمانية ورأسه الكبير. ظلّ بعض الأطفال، يطرقون على الزجاج، طرقًا أزعج الأخطبوط حتى أطلق حبره فجأةً، وتغير لون الماء أيضًا، واختفى!
من المعروف، أن الأخطبوط يغير لونه ومظهره، كنوع من أنواع التمويه. لكن، ما تم اكتشافه حديثًا، يقول أن الأخطبوط يتواصل أيضًا بهذه الطريقة. يعتبر الأخطبوط أيضًا من الحيوانات التي تميل إلى الوحدة، وتُفضل الانعزال بعيدًا عن الجميع، مختبة في أعماق البحار، لكن هذا ليس أمرًا دائمًا.
د. ديفيد شيل، من جامعة ألاسكا، اكتشف مع مجموعة من زملاءه، أن الأخطبوط يتواصل مع غيره عن طريق تغير لونه، لأن الأخطبوط لا يتواصل إلا مع الآخر الذي يماثله في اللون. لاحظ بعض العلماء من هذا الفريق، أن الأخطبوط عندما يريد التواصل، يقف على ذراعين من أذرعه، ثم يمدها، فتلتصق بأذرع الآخر.
قديمًا، كان الاعتقاد السائد، فيما يخص وقوف الأخطبوط على ذراعيه، أنه يريد أن يظهر بمظهر أكبر وأقوى، أو أنه يريد أن ينظر إلى شيء بعيد مثلًا. لكن تغير هذا الأعتقاد بعد رؤية الأخطبوط، يغير مظهره ولونه، في نفس الوقت الذي يقف فيه على ذراعيه، فاكتشفوا، أن الموضوع ليس له علاقة لا بالظهور بمظهر أكبر، ولا بالنظر إلى شيء بعيد.
تفاجأ العلماء أيضًا، أن الأخطبوط غالبًا لا يدخل في معارك مع بني جنسه، وهذا يعني أن نظام التواصل بالفعل ينجح في تقليل الصراع بينهم. لكن، بالرغم من طريقة تواصله الناجحة، لازال الأخطبوط، يميل إلى العزلة، إلا في لحظات التواصل القليلة، أو للتزاوج.
المصدر