أشهر 10 نظريات علمية ثبُت خطأها – الجزء التاني
كتبت: مها طه
في الجزء الأول من موضوعنا اتكلمنا عن 5 نظريات علمية خاطئة أثبت العلم إنها مش صحيحة، وتفسيرها للظواهر مخالف للحقيقة، وهنا لازم نقول إن العلم مافيهوش حقايق مطلقة، العلم كل يوم ممكن يتغير ويقول جديد وينفى أو يثبت النظريات اللى بيتم وضعها طول الوقت. وهنا هنكمل الـ5 نظريات العلمية الباقية واللي قدر العلم يثبت خطأهم:
هنا هنكمل كلامنا عن أشهر 10 نظريات علمية خاطئة ، واللي قدر العلم يوضح كونها خاطئة ليه؟
6. اكتشاف فولكان
أعتقد العلماء فى القرن الـ19 بوجود كوكب اسمه ”فولكان“ فى مكانٍ ما، بين الشمس وعطارد. أول من افترض وجوده كان عالم الرياضيات ”إربان جان جوزيف لو فيررير“. بعد ما فشل لو فيررير هو ومجموعة من العلماء فى تفسير بعض خصائص مدار عطارد، العلماء قالوا إن الخصائص دي ناتجة عن قوة جذب جسيم ما، كوكب صغير مثلًا أو قمر. لو فيررير سمى الكوكب اللى افترض وجوده ده باسم ”فولكان“، على اسم إله النار عند الرومان.
بعدها تحمس هواة الفلك فى أوروبا، وتواصلوا مع ”لو فيررير“، وادعوا إنهم شهدوا الكوكب ده فى أثناء دورانه حول الشمس، ولسنين فضلت قصة مشاهدات الكوكب المزعوم ده منتشرة حول العالم. مات ”لو فيررير“ سنة 1877، ووقتها كان بيُعتبر مُكتشف لكوكب جديد فى المجموعة الشمسية.
تم إثبات خطأ الفرضية دي بعد ما كتير من علماء الفلك المعروفين شككوا فى وجود الكوكب ده. في 1915، تم اعتماد البحث اللي بيقول إن الكوكب ده مش موجود، وده بعد نظرية آينشتاين للنسبية العامة، اللي فسرت بشكل قاطع ليه عطارد بيدور حول الشمس بشكل غريب، لكن هواة مراقبة النجوم استمروا فى البحث تقريبًا لحد سنة 1970، لما مجموعة منهم قالوا إنهم شافوا جسم غريب بيدور حول الشمس قبل عطارد. بس لحد النهاردة الفرضية دى غلط ومفيش كوكب بيقع ما بين عطارد والشمس.
الصورة : لإربان لو فريير
7. نظرية التوالد التلقائي
طبعًا الفكرة دى بالنسبة لنا تعتبر نوع من الأفكار السخيفة، حتى لو قلت لطفل إن الكائنات الحية نتجت عن مواد غير حية مش هيصدقك أصلًا. النظرية دي تبناها أرسطو، وآمن فيها بأفكار فلاسفة تانيين كانوا بيقولوا إن الحياة نشأت فى الأصل من الجماد، عن طريق تعرض الطين والتراب لضوء الشمس.
أفكار أرسطو اعتمدت على ملاحظته للطريقة اللي ممكن تكون بتنتج بيها الديدان من جثث الكائنات الحية أو نمو فروع من هياكل السفن. فضلت النظرية اللى بتقول إن الحياة نشأت من العدم مستمرة لمئات السنين بعد أرسطو، واستمر بعض العلماء يدّعو صحتها لحد القرن الـ18. طبعًا ثبت خطأ النظرية بالتجربة، فمثلًا العالم المشهور ”لويس باستور“ أثبت إن الديدان مش هتظهر فى اللحمة لو تم حفظها فى مكان مغلق، وطبعًا بفضل الميكروسكوب قدر العلماء يتوصلوا لاكتشاف تكوّن نفس النوع ده من الديدان مش بالتوالد التلقائى لكن كنتيجة لوجود كائنات دقيقة هوائية.
الصورة: لأرسطو
8. نظرية تمدد الأرض
فهمنا حاليًا للأرض سواء من الناحية التركيبية أو السلوكية ليها مبني بشكل أساسي على نظرية الألواح التكتونية اللي بتتكون منها القشرة الأرضية، لكن قبل ما الفكرة دي تبقى مقبولة ومصدقة فى أواخر القرن العشرين، كان عدد كبير من العلماء مؤمنين بنظرية أكتر روعة من دي بكتير، وهي إن الأرض بتتمدد فى الحجم طول الوقت.
نظرية تمدد الأرض قالت إن تفسير الظواهر الموجودة على الأرض زي سلاسل الجبال الموجودة تحت الماء أو الانجرافات القارية، هو إن الأرض بتتمدد طول الوقت وحجمها بيكبر زي ما حجم الكون بيكبر. المؤيدين قالوا إن المسافة بين القارات هتزيد بزيادة القشرة الأرضية، وبالتالي ده يفسر ظهور جبال جديدة.
النظرية دي كان ليها ماضى طويل بدايةً من داروين اللي نقدها بشكل كبير حتى قبل بحث صحتها، و”نيكولا تيسلا“ اللى قارن ما بينها وبين عملية تمدد لنجم بيحتضر. الحقيقة إن النظرية دى لم يثبت خطأها بشكل كامل أبدًا، لكن تم استبدالها بنظرية تانية أكثر تعقيدًا وهى نظرية ”تكتونية الألواح“.
في الوقت اللي افترضت فيه نظرية ”تمدد الأرض“ إن الأرض كتلة واحدة متصلة بتتمدد مع بعضها، وإن المحيطات والجبال اتكونت كنتيجة لتمدد حجم الأرض، نظرية ”الألواح التكتونية“ فسرت نفس الظاهرة لكن عن طريق الألواح التكتونية الموجودة فى القشرة الأرضية والطبقة العليا من الوشاح، واللي بتتحرك وتتقارب أو تتباعد عن بعضها، وتتسبب فى الظواهر دي.
9. نظرية اللاهوب الكيميائى (phlogiston)
أول مرة ظهرت النظرية دى كانت على إيد ”يوهان يوتشيم بيتشير“ سنة 1667، النظرية دي بتقول إن كل المواد اللي بتتحرق أو أي شئ بتمسه النار بيحتوي على عنصر مميز اسمه فلوجيستين أو اللاهوب، واللي بيخرج من المادة فى أثناء عملية الاحتراق، وهي اللي بتخلي عملية الاحتراق ممكنة.
كان وصف المادة دي إنها بدون لون ولا طعم ولا ريحة، وبتظهر بس لما المادة اللي هتتحرق بتمسك فيها النار، وبمجرد ما المادة بتتحرق ويخرج منها كل كمية اللاهوب، المادة بترجع تاني لشكلها الحقيقي الأشبه بالزجاج. النظرية كمان حاولت تفسر عمليات كيميائية تانية زي عملية صدأ المعادن، وحاولت تشرح عملية التنفس. فتم وصف الأكسجين النقي بأنه هواء لا يحتوي على اللاهوب أو dephlogitated air.
النظرية دي ثبت خطأها لأن كل ما كانت تتطبق على تجارب كيميائية أكتر، كانت الشكوك حول صحتها بتزيد، وكانت واحدة من أشهر التجارب دي هي محاولة حرق بعض المعادن، واللي زاد وزنها بدل ما يقل، وده معناه إنها مافقدتش عناصر زي الفلوجيستين. من وقتها وبدأ رفض النظرية دي، وتم استبدالها بنظريات تانية أكثر تعقيدًا زي الأكسدة.
10. قنوات المريخ
دي كانت مجموعة من جداول المياه والوديان، واللي العلماء فى القرن الـ19 قالوا بالغلط إنها موجودة على سطح كوكب المريخ. القنوات دي تم اكتشافها لأول مرة سنة 1877 عن طريق عالم الفلك الإيطالى ”جيوفانى شيباريللى“، وبعد ما أكد مراقبي النجوم تانيين صحة ادعاءه، بدأ العلماء فى محاولة رصد الظاهرة دي، ورسم خرائط تحاول توضح مسارات القنوات دي.
بدأت التكهنات عن أصل القنوات دي وفوايدها، وكانت النظرية الأكثر عبثية لتفسير الظاهرة دي على إيد ”بيرسيفال لوويل“، عالم الرياضيات والفلك. ”لوويل“ خرج باستنتاج غريب، إن القنوات دي ما هى إلا نظام ري متطور، عملته أنواع ذكية وغير معروفة من الكائنات.
طبعًا كتير من العلماء فى الوقت ده رفضوا النظرية دي خالص، لكنها كانت منتشرة بين الناس، وفضلت موجودة فى اعتقاد بعض الناس لحد القرن الـ20، لحد ما ظهرت التليسكوبات وتطورت تكنولوجيا التصوير، واللي أثبتت أسطورة القنوات المريخية.
التصوير وضح إن اللي ظهر شكلها كقنوات كان مجرد خداع بصري، اتسببت فيه تجمعات من الغبار على سطح كوكب المريخ سببتها الرياح الشديدة. عدد من العلماء وضعوا نظرية مشابهة لنظرية القنوات دي فى بداية القرن الـ20 لكن إثبات صحتها كان فى الستينات لما طلعت أول مركبة فضائية بدون رواد، فوق المريخ وصورت سطحه. وحاليًا ناسا أعلنت عن اكتشاف المياه على المريخ لكنها مش فى جداول ولا وديان.
المصادر: