.
نوّرها

عطشان يا صبايا مع إن الميه كتير!

كتبت: يارا كمال

شايفين الكوكب الجميل اللي أنا وأنتم عايشين عليه ده؟ أيوة الأزرق ده. أهو ده كوكب الأرض. ليه مزرق كده؟ أكيد مش كدمات يعني، الفكرة إن أغلب كوكب الأرض مياه: حوالي 72% من كوكب الأرض متغطي بالميه، لكن للأسف 97% منهم ميه مالحة ومينفعش تتشرب إلا بقى بعد عمليات تحلية للمياه وموال طويل كده. كدة يبقى فاضل 3% ميه عذبة، واللي أغلبهم لا يمكن الوصول إليه حيث إن أكتر من 68% من النسبة دي رؤوس جليدية وأنهار جليدية، وأكتر من 30% مياه جوفية. يعني حوالي 0.3% من المياه العذبة بس اللي موجودة في الأنهار والبحيرات والمستنقعات.

المشكلة بقى إن حبة الميه الصغيرين أوي دول بيقلوا. والحقيقة دي مش مشكلة دي مصيبة! خلينا ناخد فكرة عن الوضع. تلتين سكان العالم، يعني حوالي 4 مليار شخص، بيواجهوا نقص شديد في المياه على الأقل شهر واحد كل سنة. نص العدد الضخم ده بيعيشوا يا إما في الهند أو الصين، والنص التاني أغلبهم في بنجلاديش وباكستان ونيجيريا والمكسيك وبعض الأماكن في الولايات المتحدة (يعني ماشفعلهاش إنها أقوى دولة في العالم).

إيه سبب أزمة المياه ونقصها الشديد؟

إنت عندك أعداد بشر بتزيد، والأعداد دي بتتخانق على الميه زينا إحنا وأثيوبيا مثلًا في أزمة سد النهضة وتوزيع الحصص من مياه نهر النيل. كمان الميه المتوفرة مش كلها جودتها كويسة، ده غير إننا بنسحب من غير حساب من المياه الجوفية، بالإضافة إلى التلوث وغيره.  طب في ظل الظروف دي مفيش ريحة الأزرق خالص، وده برضه من أفعال الإنسان، وبترجع كل حاجة تيجي على نافوخه في النهاية، لإن الإنسان دلوقتي بيحط فوق الأسباب دي كلها التغيّر المناخي، وده موضوع آخر به من التعقيد كتير وبالطبع هيكون له تأثيره على الميه على كوكبنا.

إيه هو الاحتباس الحراري؟

خلينا نشرح بشكل سريع يعني إيه احتباس حراري اللي بيؤدي في الأخر لتغيّر المناخ. لما أشعة الشمس اللي موجتها قصيرة بتوصل كوكب الأرض وغلافه الجوي، فيه جزء بينعكس تاني للفضاء وجزء تاني الغلاف الجوي بيمتصه وينقله لسطح الأرض اللي بيعكس شوية ويمتص شوية.

يبقى الأرض بترسل أشعة موجاتها طويلة للفضاء، فيه غازات في الغلاف الجوي بتمتص الأشعة دي وتعيد إرسالها تاني لسطح الأرض. بالطريقة دي حرارة الأرض تفضل متوازنة في متوسط 15 درجة مئوية بالنسبة للعالم كله. لو الغازات اللي في الغلاف الجوي دي مش موجودة كان متوسط درجة الحرارة بقى -18 درجة مئوية يعني مكانش هيبقى فيه حياة على الأرض. الغازات دي بيسموها ”غازات الاحتباس الحراري“ واللي من ضمنها: ثاني أكسيد الكربون وبخار الميه والميثان وأكسيد النيتروز والأوزون والكلوروفلوروكربونات.

في القرن التاسع عشر، العلماء اكتشفوا دور غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي، وعلى سنة 1896، كانوا وصلوا لإن درجة حرارة الأرض هتزيد من خمس لست درجات، لو ثاني أكسيد الكربون اتضاعف مرتين تلاتة في الغلاف الجوي. من سنة 1970 لسنة 2004 بس، انبعاثات ثاني أكسيد الكربون زادت بنسبة حوالي 80%.

Drought-in-Mexico--A-man--007

إيه بقى اللي هيأثر على الميه في كل ده؟

بصوا، بما إن حرارة الأرض اختلت، يبقى كمان دورة المياه هتختل. في الآخر، الميه بتيجي نتيجة تبخر الميه على الأرض بسبب الحرارة، وبالتبخر ده بتتكوّن السحب وتتكثّف وتوصل لدرجة حرارة باردة تخلي السما تمطر وهكذا. انتوا فاكرين إن الاحتباس الحراري هيقلل المطر؟ أبدًا.

المفترض إن الاحتباس الحراري يزوّد نزول الأمطار في العالم بنسبة من 7 – 15 %، وتزوّد التبخر في العالم برضه 5 – 10%. حلو؟ لأ مش حلو. لإن زيادة درجات الحرارة و زيادة التبخر ونزول الأمطار هيأثر على دوبان الجليد والجريان السطحي (اللي هو الميه اللي جاية من المطر أو دوبان الثلوج أو غيره واللي بتجري على سطح الأرض) ورطوبة التربة.

زائد إن نزول الأمطار هيزيد عند الأماكن اللي عند دواير عرض بعيدة عن خط الاستواء، وهيقل في الأماكن اللي قريبة من خط الاستواء أو لا قريبة أوي ولا بعيدة أوي (مابتفكركش الأماكن دي ببلد كده؟). زائد إن درجات الحرارة العالية دي هتخلي الميه في المحيطات تزيد. بالفعل مستويات سطح البحر في العالم زادت 17 سنتيمتر، والعلماء متنبئين بإن مستويات سطح البحر توصل لـ22- 44 سنتيمتر بحلول عام 2100 إن ربناعطاكم وعطاني عمر!

فيه دراسة بتقول إن التغيّر المناخي هيزوّد الناس اللي بيعانوا نقص مطلق في المياه (أقل من 500 متر مكعب ميه للشخص في السنة) بنسبة 40%.

فمن الآخر كدة لو ماحترمناش نفسنا كدول وحكومات ومؤسسات عالمية وكله، وأخدنا بالنا من انبعاثات الكربون وزيادة درجات الحرارة ورشّدنا استخدام الميه، مش عارفة بقى احنا اللي هنشوف الكارثة ولا أولادنا ولا أحفادنا، بس العواقب مش هتبقى كويسة خالص، واللي بشيل قربة مخرومة بتخر على دماغه ودماغ ولاده وأحفاده، أو مش هيبقى فيه ميه في القربة أصلًا عشان تخر!


المصدر: drought globalchange nationalgeographic sciencedaily fao

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى