.
نوّرها

المنشطات التي حرمت ”عبير“ الميدالية الأولمبية لأربع سنوات

كتبت: يارا كمال

سمعتوا عن عبير عبد الرحمن؟ بطلة رفع الأثقال اللي خدت الميدالية الفضية في أولمبياد 2012 بس بعد أربع سنين؟ الموضوع غريب شويتين مش كده!

الفكرة إن عبير طلعت الخامسة في أولمبياد 2012 في رفع الأثقال، وبعد أربع سنين اكتشفوا إن اللاعبات التلاتة الحاصلات على المراكز الأولى طلعوا بيتعاطوا منشطات، وطبعًا اتسحبت منهم ميدالياتهم عشان بيغشوا، وراحت لأصحاب حقها.

عبير وقتها مش بس ما حققتش الحلم اللي كانت رايحة له، لأ ده كمان بار الـ115 كيلو اللي وزنه زيادة عن الوزن اللي اتدربت عليه وحاولت ترفعه وقع عليها وودوها المستشفى. تخيلوا بقى مدى سعادتها بعد الوقت ده كله، بعد ما بقت أول رياضية مصرية ست تاخد ميدالية أوليمبية.

طب يا ترى إيه حكاية المنشطات دي وبتعمل إيه؟

المنشطات هي مواد بتحسّن أداء الرياضيين بشكل عام، وأكثر المواد دي استخدامًا هي المنبهات والهرمونات. ووفقًا لوكالة مكافحة المنشطات في المملكة المتحدة، فتعريفها  ”هي المواد والطرق الممنوعة نظرًا لإن فيها  على الأقل معيارين من الـ3 معايير دول: إن تكون المواد دي بتحسّن أداء الرياضي، وتكون بتمثل خطر على صحته وبتنتهك روح الرياضة نفسها

المنشطات

  • من أكتر أنواع العقاقير المستخدمة هي المواد الأندروجينية أو المنشطة للذكورة زي الـ(Anabolic steroids). الحاجات دي بتخلي الرياضيين يقدروا يتدرّبوا أكتر ويستردوا نشاطهم وصحتهم أسرع وعضلاتهم تكبر أكتر، بس المنشطات دي من آثراها الجانبية إنها ممكن تتلف الكلى وتزوّد العدوانية عند الشخص ده.

    وفيه بقى أعراض جانبية تانية كده زي الصلع وقلة عدد الحيوانات المنوية عند الرجالة، والعكس بقى عند الستات يعني ممكن تزوّد الشعر في وشهم وتأثّر على صوتهم.

    عادةً الـ(Anabolic steroids) بتتاخد أقراص أو حقن في العضل، وبعضها بيتحط على الجلد على شكل كريم أو جل.

  • فيه كمان المنبهات، ودي بتخلي الرياضيين مصحصحين كده وعندهم نشاط ويقدروا يتحملوا آثار التعب بزيادة معدل ضربات القلب وجريان الدم. بس مشكلة المنبهات إنها بتؤدي للإدمان، وفي الحالات القصوى ممكن تؤدي لسكتة قلبية أو فشل في القلب.
  • من العقاقير اللي بيستخدمها الرياضيين برضه مدرات البول وحاجة اسمها (Masking agents أو عوامل إخفاء)، ودول بيستخدموهم عشان يتخلصوا من السوائل اللي في جسمهم، على كده عادي لكنهم بيستخدموها كمان عشان يخبّوا استخدام أي عقار تاني، وكمان الحاجات دي بتساعد في رياضات زي الملاكمة وسباق الخيل، عشان يظبّطوا وزنهم.
  • المسكنات المخدرة (Narcotic analgesics) والكانابينويد كمان بتُستخدم في إخفاء ألم الإصابات والتعب، بس للأسف ده بيزوّد الإصابات سوءًا، زائد إن الحاجات دي بتدُمَن برضه، وعلى فكرة مش كل المواد دي ممنوعة زي ما المورفين مثلًا ممنوع.
  • عندك كمان هرمونات الببتيد، زي الإرثروبويتين (EPO)، اللي بيزوّد الضخامة والقوة وعدد كرات الدم الحمرا وبتدّي الرياضيين طاقة أكتر، وزي هرمون النمو (HGH)، اللي بيبني عضلات.
  • وفي طريقة تانية بقى بس مش شايعة أوي، وهي إنها بياخدوا الدم من الجسم ويرجعوا يحقنوه تاني فيه عشان يرفعوا مستوى الأكسجين فيه. والطريقة دي ممنوعة عشان ممكن تعمل فشل كلوي وفشل في القلب.
  • لو عند الرياضي إصابة شديدة ومحتاج يلعب، ممكن تلاقيه بياخد جلوكوكورتيكويدات (Glucocorticoids) ودي زي ما تكون بتخبّي الإصابة لإنها مواد مضادة للالتهاب وبتأثر على التمثيل الغذائي للكربوهيدرات والدهون والبروتينات، وبتنظّم مستويات الجليكوجين (وده الجزيء اللي بيبقى موجود في خلايا الإنسان والحيوان واللي بيعتبر مخزن للجلوكوز اللي بناخد منه وقت ما بنحتاج لطاقة) وكمان بتنظم ضغط الدم.
  • ومش كل الرياضيين عايزين عقاقير بتزوّد ضغط الدم، يعني عندك حاصرات بيتا (Beta blockers)، ودي حاجات بتتاخد لمنع الأزمات القلبية وضغط الدم العالي. بعض الرياضيين اللي بيلعبوا رماية سواء بقوس وسهم أو ببندقية بيحبوا النوع ده من العقاقير عشان بيقلل معدل ضربات القلب وبيقلل الرعشة اللي في الإيد.

ومش بس دي المواد اللي بيتعطاها الرياضيين كمنشطات لكن فيه مواد تانية كتير ممنوعة عن الرياضيين.

بيقفشوا منين بقى اللي بيضرب منشطات؟

في الغالب بيستخدموا تقنية اسمها (قياس الطيف الكتلي أو مطياف الكتلة)، ودي بتتضمن إطلاق حزمة من الإلكترونات في عينات البول بتاعة الرياضيين لتأيينها، وده عشان تحوّل الذرات لجسيمات مشحونة بإضافة إلكترونات أو إزالتها.

وكل مادة في العينة بيكون ليها ”بصمة“ مميزة، ولإن العلماء عارفين أصلًا وزن منشطات كتيرة، فبيقدروا يحددوا بسرعة لو كان الرياضي ده بياخد منشطات ولا لأ.

بس النظام ده فيه شوية مشاكل، لإن بعض المنتجات الثانوية للمنشطات بتبقى صغيرة أوي على إنها تدي إشارة كافية إنها تبان أو إنهم يكتشفوا وجودها.

المنشطات

كمان تحليل الدم ممكن يبيّن لو الرياضي أخد إرثوبويتين (EPO) أو ناقلات الأكسجين الاصطناعية (synthetic oxygen carriers)، بس مابيبيّنش لو حصل تنشيط للدم بالطريقة اللي قلنا عليها.

بس فيه طريقة بيعرفوا بيها عمليات النقل دي وهي جواز السفر البيولوجي. الطريقة دي هدفها إنها تكشف عن تأثير المنشط في جسم الرياضي مش عن المادة أو الطريقة المستخدمة.

جواز السفر البيولوجي ده عبارة عن وثيقة إلكترونية عن الرياضي بتحتوي على شوية مؤشرات عنده على  مدار تاريخه الرياضي. لو حصل تغيير قوي جدًا، ده بينبه المسئولين إن الرياضي ده ممكن يكون بياخد منشطات. فيه علماء بيشككوا في كفاءة جواز السفر البيولوجي في معرفة إذا كان اللاعب بياخد منشطات ولا لأ، وخصوصًا إن فيه لاعبين بياخدوا جرعات صغيرة عشان مايتهرشوش.

امتى اتهرشوا بقى؟

المنشطات

طب نجيب الموضوع من الأول خالص. موضوع المنشطات ده بادئ من زمان أوي، من أيام الإغريق. كانوا برضه بيستخدموا في الرياضة مواد منشطة وبتزوّد القوة والعضلات. وسنة 1928، الاتحاد الدولي لألعاب القوى (IAAF) كان أول اتحاد رياضي دولي يمنع تعاطي المنشطات.

في سنة 1966، الهيئات العالمية اللي بتدير رياضة ركوب الدراجات وكرة القدم استخدموا اختبارات تعاطي المنشطات، واُستخدمت الاختبارات دي في الألعاب الأولمبية سنة 1968. وعلى السبعينات، كانت أغلب الاتحادات الدولية اتبعت الاختبارات دي.

وكان فيه فضيحة كبيرة حصلت في سباق فرنسا للدراجات سنة 1998 حسست الناس إننا محتاجين وكالة عالمية مستقلة تحط معايير لمنع تعاطي المنشطات، وفعلًا في السنة اللي بعديها على طول أسسوا الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات (Wada).

نيجي بقى للفضايح نفسها. في يناير 2013، راكب الدراجات المعتزل ”لانس أرمسترونج“ بَعبَع لأوبرا وينفري في حوار معاها واعترف إنه كان بياخد منشطات. طبعًا اتجرد من فوزه سبع مرات بسباق فرنسا للدراجات واتحرم من الرياضة دي مدى الحياة.

وفي ديسمبر 2014، فيه برنامج تليفزيوني وثائقي ألماني زعم إن ما يصل إلى 99% من الرياضيين الروس بيتعاطوا منشطات، بس الاتحاد الرياضي الروسي قال إن الكلام ده كدب. بس اللي حصل إن فعلًا فيه أكتر من 100 رياضي روسي، من ضمنهم 7 سبّاحين، اتمنعوا من الأولمبياد السنة دي، لإن بلدهم كانت مخططة إن تغطي على نتايج تحاليلهم اللي أثبتت إنهم بيتعاطوا عقاقير ممنوعة.

وخلّوا بالكم واحدة من اللي غشّوا في التلاتة بتوع قصة عبير كانت روسية برضه. يعني روسيا ملطوطة ملطوطة في حوار المنشطات ده.

المنشطات

وفي الألعاب الأولمبية سنة 1988، اكتشفوا إن العدّاء الكندي ”بن جونسون“ بيتعاطى ستيرويدات ابتنائية ، ده بعد ما كان كسب سباق الـ100 متر، وطبعًا سحبوا منه الميدالية الذهبية ورجعوه بلدهم.

وبرضه فيه عدّاء إنجليزي اسمه ”دواين تشامبرز“ اتمنع من المشاركة في مسابقات لمدة سنتين سنة 2004 عشان اكتشفوا إنه بياخد الستيرويد الابتنائي (THG)، وعدّائين تانيين كمان زي ”لينفورد كريستي“، ”جاستن جالتين“ و”ماريون جونز“ أُثبت إنهم كانوا بياخدوا منشطات.

قصره يعني إن المنشطات دي بتدمر الهدف السامي من الرياضة وهو المنافسة الشريفة المتكافئة وبناء جسم سليم، وبتضيّع أمل ناس كتير حاولوا يفوزوا بشرف وبذلوا مجهود كبير زي عبير، يعني الهدف مش الفوز في حد ذاته.

وأحب أقول لكم وأغيظكم إن مايكل فيلبس اجتاز اختبارات تعاطي المنشطات اللي اتعملت من سنة 2013 عشان يشارك في الأولمبياد دي، يعني الراجل أخلى ذمته وواخد الـ22 ميدالية في السباحة بمجهوده، وآخر واحدة فيهم لسه واخدها أهوه. يلا بخاطره. اللهم لا حسد ولا اعتراض.

المصادر:

bbc   sciencedaily   ncbi.nlm.nih   usatoday  abc   ahram  nytimes

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى