.
ليه وإزاي؟

ليه لما بنتعصب وشنا بيحمر؟!

كتبت : مها طه

فى فيلم الأنيميشن ”inside out“ اللي جزء كبير مننا شافه كان فيه محاكاة بسيطة لمشاعرنا المتحكمة في قرارتنا وتصرفاتنا في هيئة شخصيات بداخل غرفة تحكم موجودة فى المخ. الشخصية اللى كانت بتمثل شعور الغضب ”anger“ ذات اللون الأحمر الناري، اللي كان اختياره منطقي أصلًا لأننا دايمًا بنربط اللون الأحمر بالغضب والنار. ”anger“مع أقل استفزاز كنت تلاقيه بيطلع نار من ودانه، وبما إنى شخص عصبي و”anger“ كان شخصيتى المُفضلة فى الفيلم، حبيت أعرف وتعرفوا معايا

ليه لما بنتعصب وشنا بيقلب أحمر؟

بعيدًا عن فكرة إنك ممكن تطلع نار من ودانك، لكنك فعلًا فى وقت عصبيتك ممكن تحس إن الدم هايخرج من وشك، وده برضه مش ممكن يحصل في الواقع تحت أى بند لكن الحقيقة الفسيولوجية اللى بتفسر الكلام ده بتقول إن اللي حصل هو استجابة من جهازك العصبى، استجابة للتهديد اللى حس بيه جهازك العصبى!

الحقيقة إن في مواقف غضب لا تتضمن أي نوع من أنواع التهديد. إنك مثلًا تركب المترو وتلاقيه زحمة أوي، فتبقى مش طايق نفسك طبعًا بعيدًا عن الإغماء اللى ممكن تتعرض له من الزحمة، هنا مفيش أى تهديد بيُمارس عليك لكن الحقيقة إن جهازنا العصبى مالوش دعوة بكل ده، هو بيحس المواقف دى وكأنها تهديد عشان كده بيحس إنه لازم يقوم باستجابةٍ ما و يحميك.

جهازك العصبي بيتعامل مع أى حاجة تسبب لك توتر _حتى ولو كانت مجرد نرفزة_على إنها تهديد ليك، وبالتالي بيتعامل معاها بالحالة المشهورة ”fight or flight“ الهروب أو المواجهة، واللي بتخليك يا إما تواجه الخطر اللى بيهددك ده أو تهرب منه، وبالمناسبة الحالة دي مش بس مرتبطة بالغضب لكنها مرتبطة بأى حالة تسبب لك توتر من أى نوع.

حالة الهروب أو المواجهة دي بتخلي جسمك كله يستجيب ليها، وفى خلال ثوانى بؤبؤ عينك بيتسع، دقات قلبك بتبقى أسرع، والأوعية الدموية فى جسمك كله بتوسع عشان تزود تدفق الدم فيها، وده علشان الدم يوصل كويس لعضلاتك ويمدها بالأكسجين اللى هى محتجاه فى الحالة دي بنسبة أكتر، وده اللي بيؤهلك إنك يا إما تهرب أو تواجه. فى حالة الغضب أعتقد إنك بدال ما هتهرب غالبًا هتضرب اللي قدامك، لأنك فى حالة الغضب أميل للمواجهة منك للهروب.

طبعًا اتساع الأوعية الدموية ده زى ما بيحصل فى كل جسمك بيحصل فى الأوعية الموجودة فى الوجه، وبالتالى بيزيد تدفق الدم فيه لكن الأوعية الدموية فى الوجه مختلفة عن الباقى لأنها قريبة من سطح الجلد، وطبعًا لما الدم بيتدفق زيادة، بيظهر اللون الأحمر فى خدودك، وبمناسبة خدودك فعادي اللون الأحمر ده بيظهر  في حالة الغضب لنفس السبب لما بتحس بالخجل أو التوتر، أو جسمك يبقى فى حالة الهروب أو المواجهة زي ما قلنا.

اللون الأحمر ده طبعًا بيبقى أوضح فى الناس اللي بشرتهم فاتحة لكن حتى الأشخاص أصحاب البشرة القمحى أو السمراء، هما كمان بيتأثروا نفس التأثير، لكنه مش بيظهر نتيجة لون بشرتهم اللى ممكن يغطر على التأثير ده.

لسوء الحظ العملية دي كلها بتحصل بتنبيه من الجهاز العصبى السمبثاوى _يعنى ده بيحصل لا إراديًا_، فإنت متقدرش تتحكم فى استجابة جسمك للإحساس بالغضب لكن برضه فى نفس الوقت لحسن حظنا إن لون الوجه ممكن يتحول للأحمر فى حالة الغضب والتوتر والخجل عشان يساعدنا فى التعرف والتواصل مع مشاعرنا ومشاعر اللى حوالينا، وخاصًة فى حالة الغضب، لأنه بيبقى بمثابة جرس إنذار!

وعليه، ياريت لو عملت حاجة مع شخص عصبي ولقيت لونه بيتحول لأحمر، انسحب بهدوء أفضل لك من إنه ينفجر فى وشك، والحقيقة أنا حاليًا بقيت متصالحة تمامًا مع نفسي لما باتعصب ووشى يحمر، كل الموضوع إن جسمى بيحاول يعبر عن نفسه مش أكتر لأنه خايف عليا، وأخيرًا نصيحة اتعصبوا وبلاش تكتموا فى نفسكم والنبي، لا يطق لكم عرق و لا حاجة .. أه صحيح هو إحنا ممكن يطق لنا عرق، خلونا نعرف مع بعض المرة الجاية!


المصادر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى