خدعوك فقالوا ”الإنسان أصله شمبانزي “
كتب: د. محمد فودة
من أكثر الاعتراضات شهرة على نظرية التطور أن الإنسان لم يتطور من قرد/شمبانزي، وإلا لماذا توقفت القردة عن التطور ولم نر قرد يتحول لانسان؟
أولًا، نظرية التطور لا تنص على أنّ الإنسان جده قرد أو شمبانزي، ولكن تنص أن الإنسان نفسه من القردة العليا وابن عم القردة الآخرين.
إذًا فرضية أنّ الإنسان أصله قرد هي محض هراء، الغرض منه تضليل العوام أو إذا أحسننا الظن هي كذبة تفضح جهل قائلها وناقلها بالموضوع وبالتالي لا يستحق الرد.
الحقيقة أن نظرية التطور تفترض أن هناك جد مشترك بين كل القردة العليا إلا أنه من ملايين السنين _١٠ مليون سنة حسب آخر تقدير_ حدث انفصال في سلسلة تطور الإنسان عن سائر القردة العليا.
بالرُغم من أن العلماء اكتشفوا العديد من أجداد البشر من أول لوسي إلى الهوموهابيليس إلي إنسان نايدرثال _المعاصر لبعض الوقت للجنس البشري_ إلا أن ذلك ليس الإثبات الوحيد على صحة تطور الإنسان من كائنات ادني.
من الأدلة المحببة لي شخصيًا على تطور الانسان هو تشريح الإنسان نفسه.. تحديدًا الأعضاء الضامرة مثل الفقرات العصصية، وهي دليل عل أن أجداد البشر كان لهم ذيول ولكنها انضمرت فيما بعد.
أيضًا الزائدة الدودية مثال آخر .. هي مجرد عضو ضامر يمكن الاستغناء عنه بل كان سبب في وفاة العديد من البشر قبل عصر الطب الحديث إلا إنها تؤدي وظيفة هضم الألياف في الحيوانات النباتية .الأدلة عديدة في إثبات نظرية التطور من علم الجينات إلى علم الأجنة إلخ مما رفعها إلى درجة الحقيقة العلمية في العصر الحالي.
بالطبع الشق الثاني من السؤال ”لماذا توقف القردة عن التطور؟ “، أصبح في نفس درجة سخف الشق الأول. بالمناسبة الإنسان فعلًا لم يتوقف عن التطور، مثلًا الإنسان الاول كان يفقد القدرة على هضم الألبان في سن مبكرة من الطفولة، وحدثت طفرة جينية أكسبت الإنسان القدرة على هضم الألبان طوال عمره _معظم البشر طبعًا_
مثال آخر هو أن حجم فك الإنسان أقل مما كان عليه نتيجة لتغير العادات الغذائية – معظم الطعام مطبوخ وسهل المضغ – مما أدي إلى انتشار ظاهرة أضراس العقل المدفونة حيث لم يعد لها مكان في الفك.
د.محمد فودة
طبيب أسنان تخرج من جامعة القاهرة ٢٠٠٢، و حصل علي درجة الماجستير في ٢٠١٠، مهتم بعلوم الأحياء و الفلك.