4 نماذج رائعة لآباء الحيوانات: ”إدّي الواد لأبوه”
كتب: أحمد حسين
في أواخر السبعينات أو أوائل التمانينات تقريبًا، قرر أحمد عدوية يغني أغنية ”السح الدح إمبو“، وللي مش عارف، دول تلات كلمات كانوا بيقولوهم للأطفال كناية عن أشياء أخرى أو كلمات أخرى صعبة عليهم، يعني مثلًا السح دي يعني العياط أو البكاء، والدح ده الحاجة الحلوة الجميلة، وإمبو دي بتتقال على شُرب المياه. المهم يعني، أحمد عدوية في الأغنية بيقول ”إدي الواد لأبوه“ ودي كانت حاجة غريبة نوعًا ما على الفترة دي، لأنه في الفترة دي كان _ولا يزال_ منتشر موضوع إن الأطفال دول مسئولية الأم، فأنا من موقعي هذا ممكن أعتبر أحمد عدوية أول أب يشيل المسئولية دي عندنا.
في عالم الحيوان بقى، الموضوع مش مختلف أوي. معظم الحيوانات بتتعود إنها تتربى وسط الأب والأم مع بعض (زي معظم الطيور والقرود وكده)، وفي بعض الحيوانات متعودة تتربى مع الأم بس (زي الدببة القطبية مثلًا). لكن في مجموعة ”نبيلة في نظر السيدات أكيد“ من الحيوانات، الأب فيها هو اللي بيكون مُتحمل المسئولية بشكل كامل زي:
1. حشرة المياه العملاقة: أنا اللي هشيلهم على ضهري
موضوع إن الأب يشيل المسئولية في عالم الحشرات ده موضوع نادر جدًا جدًا، وحشرة المياه العملاقة جزء من المجموعة النادرة دي. الحشرة دي بتعيش في بِرك المياه العذبة في شمال الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، وهي حشرات ضخمة جدًا ممكن يوصل طولها لـ 10 سنتيمتر وغالبًا ما يُطلق عليها (Toe Biter) علشان بتعض الصوابع.
الأب في الحشرت دي هو اللي بيشيل المسئولية، من قبل حتى البيض ما يفقس وهو بيتحمل مشقة إنه يشيله على ضهره رايح جاي في كل حتة لحد ما يفقس، فبعد ما يتزاوج الذكر مع الأنثى، بتبدأ الأنثى في وضع حوالي 100 بيضة على ظهر الذكر وهو بيشيلهم في كل مكان، وعلى الرغم من إن ده ممكن يخليه فريسة سهلة جدًا، إلا إنه بيتحمّل مسئولية قراره للآخر وعمره ما تراجع.
2. ضفدع داروين: دول مش في عينيا وبس، دول في برقبتي كمان!
ضفدع داروين ده بيعيش في أمريكا الجنوبية، لونه بيكون أخضر أو بُنّي، طوله لا يتعدى التلاتة ونص سنتيمتر. بعد التزاوج، الأنثى بتلقي البيض على أرض نباتيه رطبة، والذكر هو اللي بيروح يخصّب البيض وهو على الأرض. بعدها بتختفي الأنثى تمامًا من المشهد، ويبدأ الذكر هو اللي يراقب البيض لمدة 3 أسابيع.
بعد المدة دي، الصغار بيبدأوا يتحركوا جوه البيض،ساعتها الذكر بياخد البيض باللي فيه ويبلعهم في كيس موجود في رقبته، وبعد فترة البيض بيفقس والصغار بينطلقوا لكنهم بيكونوا لسه صغيرين أوي على إنهم يطلعوا للعالم، فبيفضل الذكر محتفظ بيهم في رقبته لمدة من 50 إلى 70 يوم، لحد ما يتطوروا ويبقى شكلهم أقرب للضفادع الكبيرة، فينطلقوا بقى للعالم الخارجي.
3. حصان البحر؛ أنا اللي هحمل مايكونش عندك هم يا حياتي!
تقريبًا معظم الناس يعرفوا شكل الحيوان ده المميز، يعني راسه بتتشابه مع راس الحصان، وجسمه بخطين فوق بعض، خط حجمه كبير وده جسم حصان البحر، وخط حجمه صغير وده الديل اللي له شكل مميز. بعد التزاوج، بتبدأ الأنثى تضع البيض في كيس كده موجود في معدة الذكر بيطلق عليها ”الحاضنة – Brood Pouch“، الكيس ده هو اللي عن طريقه بيطلق حصان البحر حيواناته المنوية ويخصّب البيض، وبكده بيكون هو اللي حامل فيهم.
في فترة الحمل دي (من 10 إلى 25 يوم)، ذكر حصان البحر بيدعم البيض بالمغذيات المطلوبة والأكسجين، لحد ما يبقى الصغار قادرين على موازنة سوائلهم وأملاحهم، ساعتها بيجي لذكر حصان البحر تقلصات/انقباضات أشبه بتقلصات الولادة عند البشر كده، ودي بتساعده على إنه يخرّج الصغار للبحر بسهولة.
4. إيمو؛ أنا هرقد على البيض، وها أربي وأكبّر كمان
لما اتكلمنا عن التلاتة اللي فاتوا (الحشرة العملاقة – الضفدع – حصان البحر) كان بينتهي دور الأب بعد ما الصغار يكبروا شوية صغيرين، فيبدأوا هما يتحملوا مسئوليتهم بشكل كامل، بس الإيمو بيعمل حاجة مختلفة تمامًا.
الإيمو ده عبارة عن طائر مابيطيرش وشبه النعامة كده. حيوان الإيمو من الحيوانات اللي بتتزاوج مع أكتر من شريك، وأنثى الأيمو ممكن تنتج لحد 24 بيضة، وأول ما تنتجهم، بينتهي عملها بشكل كامل وممكن تروح تتزاوج تاني مع أي حد أو تعمل اللي هي عايزاه. في الوقت بيتسلم الذكر الراية ومهمته بتكون لسه في بدايتها.
خلال الفترة اللي الإيمو فيها بيرقد على البيض (من 7 إلى 8 أسابيع)، ذكر الإيمو لا بياكل ولا بيشرب ولا بيعمل حمّام ولا بيروح أي مكان. في الفترة دي بيكون تركيزهم كله على صحة البيض وتوفير بيئة مناسبة له، وكل ساعة بيبدأ يلقّب البيض كله علشان يتأكد إن البيض بياخد الحرارة الكافية له. بعد ما البيض بيفقس، صغار الإيمو بتفضل مع الأب لمدة 7 شهور تقريبًا، علشان يعلمهم إزاي يصطادوا ومايكونوش صيدة سهلة.
المصادر: